29/03/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
من الظواهر السلبية في المجتمع ... ظاهرة التدخين
من الظواهر السلبية في المجتمع ... ظاهرة التدخين
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الانباء العراقية المستقلة :  فيصل سليم

وصف أحدهم عملية التدخين بقوله ان المدخن يهيء قبره مقدما فهو يحفره بيده , فكلما دخن سكارة غرف بيده حفنة تراب من قبره , ان هذا الوصف قد يكون بعيدا عن الحقيقة أو أنه يقدم صورة واقعية لها أو ربما هو أقل من الحقيقة , غير انه في واقع الحال يعكس صورة تمثل مدى خطورة التدخين على صحة المدخن .

ان مشكلة التدخين تحولت خلال العقود الاخيرة الى ظاهرة خطيرة تهدد على نحو بطئ حياة العزد وكذلك تهدد المجتمع , الامر الذي دفع حكومات العديد من الدول الى الحد من خطورة هذه الظاهرة من خلال اتخاذ اجراءات محددة واصدار تعليمات تمثلت بفرض ضرائب و رسوم ثقيلة على مصانع انتاج السكائر و كذلك منع التدخين في الكثير من الاماكن العامة كالدوائر الحكومية و دور السينما و المسرح و قاعات الاجتماع  و المطاعم كما انها شجعت المعامل على انتاج سكائر ذات نسب قليلة جدا من القطرن و النيكوتين

ان المظاهر الخطيرة لعادة التدخين لا يقتصر و كما يعتقد البعض على الصحة فقط بل تتعداها لتشمل وضع الفرد الاقتصادي و تأثير ذلك على دخله و مصروفه لان المدخن وكما هو معروف يخصص يوميا مبلغا لابئس به لشراء السكائر و هذا الامر بالنسبة له اكثر من الطعام .

كما ان التدخين يضر بالمستوى الفكري و الابداعي للمدخن لأنه يمثل عامل اعاقة على المدخن فقد اثبت العلم ان التدخين يؤثرا تأثيرا بالفا على الجانب الفكري للفرد لا كما يزعم الكثير بأن الكثير بأن التدخين يساعد الفرد على شحة الفكر .

اذ بات التدخين مشكلة كبيرة وللأسف الشديد التدخين في الاماكن العامة المغلقة اصبح ظاهرة منتشرة خصوصاً في المجمعات التجارية والمطاعم حيث لايتم تخصيص اماكن معزولة للتدخين مما يؤثر سلباً على تلوث الهواء في هذه الاماكن.

  يسبب التدخين اعراضا سلبية للأشخاص غير المدخنين عن طريق تعرض الشخص غير المدخن لدخان التبغ المحروق في الاماكن المغلقة وفضلاً عن ان ذلك يضايق الاخرين ويزعجهم فان له اثاراً صحية بالغة على جميع الاعمار وهنا يجب معرفة ان الاشخاص غير المدخنين معرضون للاصابة بالأمراض نفسها التي يتعرض لها المدخنون. ان غير المدخن (ضحية) لما يتعرض له من اذى خارج عن ارادته. ومن الملاحظ ان النساء والاطفال هم اكثر الفئات تعرضا للأضرار الصحية التي تنجم عن العيش في بيئات ملوثة بهذا النوع من الدخان.

مع كل هذه الاضرار ماهي الدوافع التي تجبر الشاب او المراهق على التدخين؟

ويحدثنا عن ذلك الشاب (قاسم محمد ) الموظف في وزارة النفط قائلا :

- هناك عدة عوامل من دون ان يكون لأي منها افضلية او اهمية خاصة على ماعداها ولكل شاب او مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الاخرين. قد يكون بعض الشباب بدأوا التدخين تقليداً للمحيطين بهم وفضولاً واقتداء بالكبار حيث ان اقرب السجائر للمراهق هي تلك الموجودة في بيته  فمثلاً عندما ينغمس الاهل في مثل هذه العادات يصير سهلاً على الولد ان يعتقد بان هذه السجائر ليست بهذه الخطورة والا لما انغمس اهله واقاربه فيها وبهذا فان الاهل يشجعون ابناءهم عن سابق اصرار وتصميم على التدخين.

كما ان المراهقين لديهم الرغبة في حب المغامرة فهم يسرهم ان يتعلموا اشياء جديدة وهم يحبون ان يظهروا امام اقربائهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء وهكذا فانهم يجربون اموراً مختلفة في محاولة اكتساب معرفة اشياء جديدة . وبالتالي يصبح من السهل عليهم ان يجربوا التدخين مثلاً للمرة الثانية وهكذا.

وكذلك الاقتداء بالأصدقاء فالكثير من المراهقين يخشون ان يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم ان هذا من شأنه ان يقلل من ترحيب رفاقهم بهم فالشباب في سن التخرج في الدراسة المتوسطة والالتحاق بمقاعد الدراسة الاعدادية يكون تأثير الوسط قوياً جداً عليهم ومن هنا فان مراهق الامس يتحول فجأة الى مدعي الرجولة بفضل السجائر.

اما الحاج ( داود سلمان ) في عمر يناهز 60 عاماً فقد ابدى استغرابه قائلاً :

- الغريب في الموضوع ان جميع المدخنين تقريباً يقدمون على تجربة السيجارة الاولى وكأنهم يتعرضون الى عملية تعذيب رهيبة ولعل معظم الصبيان الذين بدأوا التدخين خلسة تعرضوا مراراً لتأنيب الاباء والمعلمين وربما نالوا نصيبهم من الضرب المبرح، ومع ذلك لم يفكر احدهم بالاستسلام ! فما الذي يدفع المدخن المستجد الى مقاومة اوامر المنع ؟ أهي متعة النفس الاول ؟ ولكن منْ من المدخنين لا يتذكر النفس الاول الذي اصابه بالدوار والغثيان والشعور بالاشمئزاز وهي مظاهر يبديها الجسم دفاعاً عن النفس! ففي الوقت الحاضر يقدر عدد المدخنين في العالم بمئات الملايين وهم يزدادون باستمرار وأدهى ما في الموضوع ان جميع المدخنين تقريباً يعرفون ان التدخين مضر لكنهم لا يمتلكون تصوراً كاملاً عن هذا الضرر فالتأثير الضار للتدخين لا يظهر مباشرة كما هو بالنسبة للكحول ، وانما بالتدريج ومع تقدم العمر.

الادمان يقود الى الاستعباد النفسي

وأكد المواطن (جابر هادي) قوله:

- عندما اسأل احد الشباب المدخنين لماذا لاتترك التدخين ؟ فسيرد قائلاً : لماذا لا تنظر الى دخان المعامل وعوادم السيارات ودخان حرق النفايات داخل الاحياء السكنية .. على اية حال فهذا اسلوب واضح لأجل الرغبة في مواصلة التدخين حيث ان التدخين مهما اختلفت انواعه فان اضراره معروفة فهي لاتحتاج لاثباته الى طبيب اختصاص ولا الى محلل كيمياوي حيث يتساوى في معرفته عموم الناس من مثقفين وأميين فان فيه ضرراً مؤكداً .

 صحيح ان ضرره ليس فوريا ولكنه ضرر تدريجي فالسم البطيء كالسم السريع وكلاهما يؤدي الى الموت فالمدخن ينتحر انتحاراً بطيئاً . نعم ان التدخين هو انتحار بطيء وقتل للنفس والتدخين تبذير للمال وباب واسع لدخول عالم المخدرات خاصة عند الشباب والشابات ويسبب ضررا بدنيا حيث يضعف القوي ويتغير لون الوجه الى الصفرة والاصابة بالسعال الشديد الذي قد يؤدي الى مرض السل ويسبب كذلك ضرراً نفسياً حيث ان الاعتياد على التدخين وامثاله يستعبد ارادة الانسان ويجعلها اسيرة لهذه العادة السخيفة بحيث لا يستطيع ان يتخلص منها بسهولة اذا رغب في ذلك يوما بسبب ظهور ضررها على بدنه او سوء اثرها في تربية ولده او حاجته الى ماينفقه عليها لصرفه في وجوه اخرى انفع والزم، او نحو ذلك من الاسباب.                  ونظرا لهذا الاستعباد النفسي نرى بعض المدخنين يجور على قوت اولاده والضروري من نفقة اسرته من اجل ارضاء مزاجه هذا لانه لم يعد قادراً على التحرر منه.

واذا عجز مثل هذا يوما عن التدخين لمانع داخلي او خارجي فان حياته تضطرب وميزانه يختل وحالته تسوء وفكره يتشوش واعصابه تثور لسبب او من دون سبب.

التدخين لم يعد حكراً على الرجال

اما المواطن (ستار عبيد) فقد اشار بقوله:

- لقد اصبح التدخين مشكلة قلقة حقاً ففي الاونة الاخيرة انتشرت ظاهرة تدخين النساء في الاماكن العامة بعد ان كان التدخين حكراً على الرجال في الاماكن العامة فنحن نشاهد اليوم النساء يدخنّ الاركيلة وهن جالسات في مقاهي المتنزهات في وسط عام ومفتوح وامام انظار الجميع من دون خشية او حياء والشيء المؤكد في هذا الموضوع ان هذا الامر لا يسلم من الاعتراض رغم الرغبة الملحة في التدخين فقد اصبح هذا الامر واقعياً على الشارع العراقي بالرغم من ان المجتمع العراقي ينظر الى هذه الظاهرة على انها غريبة وخارجة عن تقاليده. حيث اشاهد الرجال اليوم وعلامات الدهشة تملأ وجوههم من رؤية النساء وهن جالسات في بعض المطاعم والمقاهي يقمن بتدخين الاركيلة بمختلف انواعها ونكهاتها من دون التفكير بان صورتهن تكون سلبية امام الحاضرين ولا اعلم بالضبط ما هو السبب الحقيقي الذي يدفع المرأة الى التدخين في وسط عام ومفتوح فهو يمكن ان يكون طريقة للتعبير عن التحدي والاستقلالية وممارسة الحرية التي لم تكن متوفرة سابقاً فنحن الان في عصر الديمقراطية وهذه لاشك انها احد مظاهر الديمقراطية المزعومة . فربما تعد بعض النساء ان ظاهرة التدخين شرط اساسي لتحرر المرأة!!

واخيراً مايسعنا الا القول يجب على الشباب ان ينزهوا انفسهم عن الوقوع في هذه الآفة التي تفسد عليهم صحتهم وتضعف قوتهم ولا يسقطوا فريسة للوهم الذي يخيل اليهم ان التدخين من علامات الرجولة او استقلال الشخصية.

ومن تورط منهم فيها فانه يستطيع التحرر منها والتغلب عليها وهو في اول الطريق قبل ان تتمكن هي منه وتتغلب عليه ويعسر عليه فيما بعد النجاة من اسوارها.

وكذلك على اجهزة الاعلام ان تشن حملة منظمة بكل الاساليب على التدخين وتبين مساوئه . وعلى مؤلفي ومخرجي الافلام والمسلسلات ان يكفوا عن الدعاية للتدخين باظهار السيجارة بمناسبة وغير مناسبة في كل المواقف. وعلى الدولة ان تتكاتف لمقاومة هذه الآفة وتحرير الامة من شرورها وان خسرت ميزانية الدولة الملايين فان صحة الامة وابنائها الجسمية والنفسية اهم واغلى من الملايين. والواقع ان الدولة هي الخاسرة مالياً عندما تسمح بالتدخين لان ماتنفقه في رعاية المرضى الذين يصيبهم التدخين بامراض عديدة وخطيرة تبلغ اضعاف ماتجنيه من ضرائب تفرضها على التبغ الى جانب ماتخسره من نقص في الانتاج بسبب زيادة تغيب المدخنين عن العمل نتيجة مايعانونه من امراض عديدة منها تصلب شرايين القلب والذبحة الصدرية وكذلك انواع السرطانات منها سرطان الرئة وسرطان الحنجرة وسرطان الفم بما فيها اللسان والمريء والمثانة . فكل مدخن يجب ان يعرف بانه لايسمم نفسه فقط بل والناس المحيطين به ايضاً.

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=38229
عدد المشـاهدات 2401   تاريخ الإضافـة 26/06/2016 - 10:49   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 03:03   رقم المحتـوى 38229
 
محتـويات مشـابهة
العنوسة .... احلام ضائعة وسط ضباب التقاليد والمستوى المادي
زميلي فيصل يقول لي: اتشرب الشاي... في رمضان..؟
البالات بين الاقبال لرخص ثمنها.... ورفضها خشية الامراض
المرور: لا غرامات على الطعام والشرب والتدخين داخل العجلات
الداخلية: العشائر أبدت تعاونها لحفظ السلم المجتمعي
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا