26/04/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
فنان الشعب يوسف العاني ..وتلويحة الوداع الاخير
فنان الشعب يوسف العاني ..وتلويحة الوداع الاخير
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

 

وكالة الانباء العراقية المستقلة- متابعة

يبدو أن شهر تشرين الاول 2016 سيكون شهر الاحزان للفن العراقي عامة وللدراما والسينما والمسرح خاصة فهاهي شجرة الابداع العراقي .

مازالت تساقط ثمرها كالعادة بعيدا عن الأرض التي تجذرت ونبتت فيها وظللت بأفيائها مسيرة الابداع في كل مفصل من مفاصل الثقافة والفنون لاسيما تلك الثمار الممثلة بعمالقة الفن العراقي ، الثمار الحقة المثقلة بالابداع والاصالة والعمق والتأثير والاستمرارية فبعد أن فقدنا وودعنا عملاقين من عمالقة الفن العراقي المخرج الكبير(ع.ن.ر) وشيخ النحاتين العراقيين (عبد الجبار البناء) يودعنا بعيدا عن أرض الوطن في منفاه الاختياري فنان الشعب القدير يوسف العاني الذي عرف ببصماته الواضحة على مسيرة الفن العراقي بكل تمظهراتها فنانا مرموقا ومؤلفا مسرحيا دراميا فذا وكاتب سيناريو مميزا وناقدا وناشطا فاعلا وقياديا محنكا واداريا مقتدرا وصحفيا لامعا ومثقفا عضويا .

عرفته خشبات المسرح وشاشات السينما والتلفزيون وستوديوهات الاذاعة ومنصات المهرجانات والملتقيات والحلقات الدراسية والنقدية والبحثية ولجان التحكيم والنقابات والاتحادات والمنظمات والجمعيات المحلية والعربية والدولية ذلك الرائي والعارف والمتمكن والمقتدر والحريف والفارس الابداعي الرصين الذي لايشق له غبار والسفير الأصيل للثقافة والفنون العراقية الذي لم يغادرعراقيته الاصيلة وهو يصول ويجول ويطوف أرجاء الكرة الارضية ويحط الرحال عند جنبات هذا المهرجان أو المؤتمر أو الملتقى حيث يكون عادة الاكثر حضور وتميزا وفعلا وعطاء وسيرورة بين أقرانه ونظرائه من العراقيين والعرب بل وحتى الاجانب الذين جميعا يجلونه ويحترمونه ويقدرونه ويتفاعلون مصغين لا صاغرين لمداخلاته ومقترحاته وطروحاته ورؤاه الفكرية والجمالية والابداعية التي لاتنم إلا عن وعي عميق وجوهري وفاعل في هذا البلد العربي أوتلك الدولة الاجنبية.

ومنذ تعرفت عليه قبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد وتحديدا منذ العام 1978 لم أجد فيه الا ذلك الانسان المتواضع على الرغم من عظم مايمتلكه من قدرات ابداعية متنوعة وأصيلة وكبيرة إذ إمتلك الى جانب قدراته الابداعية تلك الروح الطيبة والاخلاق العالية التي جعلته قريبا من الجميع الذين كان يقف منهم على مسافة واحدة محتضنا الجميع دون استثناء فيحنو عليهم حنو الاب الروحي إذ كان فعلا العراب الاشهر والابرز لكثير من مبدعي السينما والمسرح والاذاعة والتلفزيون وباقي مفاصل الثقافة والفنون ولهذا لا تذكر هذه جميعا إلا ويذكر يوسف العاني الذي كان بحق صاحب فضل وتأثير كبير على الجميع شيبا وشبانا وامتد ذلك الى المحيط العربي الذي خلق فيه شبكة معقدة وغاية في الاهمية من العلاقات التي استثمرها لخدمة الثقافة والفنون العراقية دون تمييز أو محاباة أو إقصاء أو تهميش.

ولعله لهذه المؤهلات مجتمعة حصل على الكثير من المراكز والمواقع والجوائز المتقدمة التي حفل بها تأريخه الابداعي الشامل التي لايتسع المجال لذكرها فالعاني الذي لوح لنا تلويحة الوداع من مشفاه الاردني ليقطع غيبوبته التي لم تطل والتي ربما شحنت همة الجميع ليستحضروا تأريخ فنان الشعب الذي كانت له اليد البيضاء على مسيرة المسرح العراقي خاصة والفنون الاخرى عامة والذي لن يغيب أبدا عن ذاكرتنا الجمعية وستظل عطاءاته محفورة في ذاكرة الثقافة والفنون العراقية والعربية على حد سواء الامر الذي يتطلب البحث عن وسائل متنوعة لابقاء ذكراه وعطاءاته متوقدة ومتوهجة لا تقف عند حدود إقامة تمثال له في أبرز ساحات بغداد أو على أقل تقدير الى جوار تمثال رفيق دربه الفنان الراحل حقي الشبلي عند مدخل المسرح الوطني وإقامة أكثر من مهرجان بإسمه وكذلك إطلاق مسابقة وجائزة مسرحية خاصة به وتسمية مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات بإسمه أيضا ولعل ما سيدخل البهجة والحبور والسرور الى روحه أن تبادر وزارة الثقافة والسياحة والاثار وبالتعاون مع رابطة المصارف العراقية الخاصة برئاسة الاستاذ وديع الحنظل الى إعادة تأهيل وإعمار مسرح بغداد العريق الذي شهدت خشبته أبرز أدواره وأعماله المسرحية التي قدمها تمثيلا وتأليفا وإخراجا هو ومجموعة مهمة من عمالقة وشباب المسرح العراقي من خلال فرقة المسرح الفني الحديث ومثلت منعطفا مهما في مسار المسرح العراقي كله وليس بكثر على فنان الشعب أن يجرى له تشيعا رسميا مهيبا ينطلق من مبنى المسرح الوطني وان يسجى جثمانه ملفوفا بعلم العراق على عربة عسكرية إسوة بماجرى مع شيخ النحاتين العراقيين الفنان الكبير محمد غني حكمت وكما يعامل عظماء المبدعين في العالم المتقدم والمتحضر وبلدنا مهد أولى الحضارات الانسانية .

ولعل هذا أقل القليل الذي نقدمه لهذا الرمزالعراقي الكبير ومعلم الاجيال التي نهلت من فكره وفنه وعطائه الكثير الامر الذي جعل الفنانين العراقيين والعرب يرفعون له قبعاتهم إعتزازا وتقديرا وإجلالا لما قدمه من ابداعات ستظل خالدة على مر الاجيال ولن تمر مرور الكرام لانها كانت نابعة من قلب وعقل مبدع أصيل شكل رحيله خسارة لا تعوض أبدا محليا وعربيا . وداعا أبا وسن ..أيها الانسان الطيب...الاصيل.

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=41494
عدد المشـاهدات 718   تاريخ الإضافـة 11/10/2016 - 12:29   آخـر تحديـث 20/04/2024 - 15:23   رقم المحتـوى 41494
 
محتـويات مشـابهة
عبدالواحد: حزب واحد فقط لا يريد الانتخابات وهناك استياء عام من الانفراد بقرار مصيري متعلق بالشعب الكوردي
الحشد الشعبي يطيح بتاجر أسلحة في بغداد
بعد الوداع الأوروبي.. جوارديولا يهدّد بايرن برصد نجمه
السجن 10 سنوات لمدان ابتز عوائل شهداء الحشد الشعبي
عمليات الحشد الشعبي بالأنبار تطيح بمزوري عملة ووثائق رسمية في الفلوجة
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا