وكالة الانباء العراقية المستقلة- فيصل
سليم
يقف اوس صاحب محل فلافل في منطقة الغزالية أمام مطعمه الصغير،
لعمل وجبات الفلافل، التي شهدت انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة، دفعت العاملين
بها إلى التفكير في تشكيل نقابة خاصة بهم لدعم البؤساء منهم .
لم تكن وجبات الفلافل تحظى بهذا القدر من
الانتشار من قبل، وتعود إلى نهايات السبعينيات من القرن الماضي، بعد وصول أولى طلائع
المواطنين المصريين إلى العراق مع الشركات الاستثمارية للعمل في البلاد.
لكن بعد ارتفاع معدلات الفقر وارتفاع الأعباء
المعيشية في ظل التردي الاقتصادي للبلاد خلال السنوات الأخيرة، اضطر الكثير من العراقيين
إلى تغيير عاداتهم اليومية في الطعام والملبس والسكن والمواصلات، وكل ما يتعلق بالإنفاق.
وتشير البيانات الصادرة عن وزارة التخطيط
العراقية، إلى بلوغ نسبة الفقر في العراق نحو 40%، بينما تقدرها مصادر غير رسمية بنحو
50% بما يعادل 10 ملايين شخص، وذلك بسبب موجة النزوح التي شهدها العراق مؤخراً وتعطل
40% من طاقات العراق.
يقول اوس لمراسل " وكالة الانباء
العراقية المستقلة " "، إن باعة ومطاعم الفلافل أصبحت من المظاهر الجديدة
بالعراق، فقبل سنوات ليست ببعيدة، لم يكن العراقي يعلم فائدة لـ "الحمص"
وهي السلعة الأساسية في عمل الفلافل، غير الطبخ مع اللحوم، لكنها تحولت اليوم إلى
"لحوم الفقير اليومية"، حيث باتت من الوجبات الرئيسية في الإفطار والعشاء.
ويضيف "أعمل بهذه المهنة منذ عدة سنوات، وهي بسيطة ولا تحتاج الكثير من الاحترافية،
ولكنها تقتضي النظافة والأمانة، لكسب الزبائن وسعة الرزق".
ويبدأ اوس العمل في الساعة السابعة صباحا ، حيث تبدأ الحركة التجارية في بغداد في وقت
مبكر، مشيرا إلى أنه يعمل معه في المطعم 4 عمال يقومون بإعداد الوجبات وتقديمها للزبون،
ويليها عصائر حسب الزبون، ولكن الاكثر يطلب في الغالب الشاي العراقي الذي يكون بطعم
الهيل.
ويقول إن "أصحاب المحال العاملة في
إعداد وجبات سريعة في بغداد وخاصة الفلافل، فاق الآلاف، لذا نفكر في عمل جمعية أو نقابة
تجمعنا باسم باعة الفلافل".
صلاح عبد القادر ، وهو أحد العاملين في مطعم شعبي صغير في الغزالية
، يقول لـ "وكالة الانباء العراقية المستقلة " إن قيمة وجبة الإفطار من
لفات الفلافل لاتتعدى الـ1000 دينار
"
وعن ساعات العمل عبد القادر "العمل يبدأ من السابعة صباحا ونبقى إلى العاشرة مساء،
ويقول عضو الغرف التجارية العراقية، احمد
عبد الرضا إن المطاعم الشعبية تعتبر واحدة من الموارد الاقتصادية المهمة الداعمة للحركة
التجارية وتعتبر من المهن الصغيرة، وتساعد في توفير الكثير من فرص العمل لمحتاجيها.
وأضاف عبد الرضا أن هناك مطاعم توفر فرص عمل لعشرات العاملين،
ولدينا في بغداد بحدود 3 آلاف مطعم شعبي صغير، منها بنحو 20 مطعما كبيرا من الدرجة
الأولى تقدم مختلف أصناف الطعام.
وبحسب مصدر مسؤول في وزارة التخطيط، فإن
الظروف الحالية التي يشهدها العراق، أدت إلى ترك أعداد كبيرة من المواطنين أعمالهم.
وأصبح اقتصاد العراق على حافة الانهيار،
بسبب الفساد المالي الذي أهدر عشرات مليارات الدولارات على مدار السنوات الماضية، فضلا
عن مواجهة البلاد عجزا ماليا بسبب تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وكلفة الحرب
ضد تنظيم "داعش"، الذي سيطر على مساحات واسعة غرب وشمال البلاد.
ووفق البيانات الرسمية فإن الموازنة العراقية
للعام الحالي 2017، تبلغ نحو 105 مليارات دولار، مسجلة عجزا بنحو 29 مليار دولار.
|