وكالة الانباء العراقية المستقلة – بغداد – سعد محسن

تناولت الصحف العراقية الصادرة اليوم الثلاثاء عدد من القضايا المهمة فقد ابرزت

 

صحيفة الصباح

العناوين التالية

(وزارة الدفاع تنقل الحرب على الإرهاب إلى فيسبوك)

(تأمين الطريق الدولي بين العراق والأردن بالكامل )

(الجبوري: البرلمان يثني على قرار إلغاء الاستفتاء بشكل نهائي)

(حكومة الإقليم {تلمح} إلى الالتزام بقرار المحكمة الاتحادية)

(النزاهة: بارزاني امتنع عن كشف ذمته المالية)

 

صحيفة الزوراء

ابرزت العناوين التالية

(لأول مرة منذ 14 عاما .. الحياة تدب مجددا بشوارع حيوية في العاصمة … قائد عمليات بغداد : اعتقلنا عصابات مخدرات في البتاوين والزعفرانية وسنقضي عليها تماما)

(المحكمة الاتحادية تقضي بعدم دستورية استفتاء كردستان ومكتب العبادي يرحب)

(أكد بقاء موعد انعقاد مؤتمر المانحين لدعم العراق … معصوم من الكويت: العراق لايريد إقحام نفسه مع طرف ضد آخر)

(المالكي يدعو المواطنين الى تسلم بطاقة الناخب للمشاركة في الانتخابات المقبلة)

(البرلمان يرفض طلب كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني لحل مجلس محافظة كركوك)

 

وابرزت صحيفة المدى

العناوين التالية

(الحرب على داعش أوقعت 20 ألف ضحيّة والإعمار بحاجة لـ60 مليار دولار)

(اعتقال "مفوّض" يسمح بدخول المسلّحين إلى مطار بغداد)

(قانون لزيادة عدد مقاتلي الحشد في الذكرى الأولى لإقرار قانونه)

(بغداد تستقبل المئات من عوائل داعش تمهيداً لترحيلهم)

 

ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان (روزا الحمراء ومقاومة الفساد في العراق) قال فيه الكاتب ياسر جاسم قاسم

الفساد الذي ينخر في الدولة العراقية منذ التغيير في 2003 وحتى اليوم، إنما هو فساد منظم وممنهج، تقوده مافيات وتستوفي سرقاتها التي فاقت التصور من جيوب الناس ومواردهم وخيراتهم، وتبدو الحكومة العراقية التي ظهر رئيسها قبل ايام ماسكاً مكنسته لتنظيف شوارع كربلاء عاجزة عن وضع حد لهذه السرقات وكنس المفسدين، بعدما تمدد الفساد واتخذ أشكالاً متعددة داخل مفاصل الدولة العراقية . 

أفكر أحياناً ببعض الشخصيات الثورية مثل : روزا لوكسمبورغ، الثائرة التي وقفت مناصرة للجماهير والعمال، افكر في عظمة شخصها وأقول كم نحن بحاجة الى أمثالها لانتشال البلاد من شر المافيات الفاسدة التي تعجر الحكومة عن مناهضتها. روزا التي ولدت في بولونيا عام 1871م، ودرست في وارشو، وغادرت بولونيا وهي في التاسعة عشرة الى النمسا وسويسرا ثم اكتسبت الجنسية الألمانية عام 1898م، عرفت الاجتماعات والتظاهرات والمؤتمرات والسجن أيضاً، نتيجة لمواقفها الإصلاحية ووقوفها بوجه الطبقات الرأسمالية، قال عنها بريخت: 

روزا الحمراء اختفت أيضاً 

ومجهول هو المكان الذي ترقد فيه جثتها

يجب أن تقال للفقراء الحقيقة، 

لقد أعدم الأغنياء روزا

روزا التي اعتبرها البعض الشخص الثاني بعد ماركس، بل العقل الثاني بعده، لقد افهمت روزا أن القوة الوحيدة القادرة على كسر سلاسل البيروقراطية هي: مبادرة العمال أنفسهم وكان مبدأها الأساس هو البقاء الى جانب الجماهير من خلال نشاطهم ومحاولة مساعدتهم، وكانت تحذر من أن تقود الرأسمالية الى دفن الانسانية تحتها، روزا جسّدت المشاعر الانسانية وتعاطت مع المظلومين والمقموعين، وكان هذا دافعاً مركزياً في حياتها، مشاعرها العميقة وتضامنها مع معاناة الناس وجميع الناس تجسدت في كل شيء، كان شعارها الانساني فوق كل اعتبار ومطمحها تحقيق العدالة الاجتماعية الى أن ضربت حتى الموت بأعقاب البنادق وألقيت جثتها في قناة "لاندفر".

في العراق اليوم لدينا سلسلة كبيرة من البيروقراطيين "من قادة عسكريين، رجال دين، رجال سياسة، شيوخ عشائر متنفذين، سماسرة شركات وهمية تقودها شخصيات أما سياسية أو دينية وغيرها كثير"، نجد كل هؤلاء يتحكمون بمصائر الشعب وبمقدرات البلد، والناس وحسب لوكسمبورغ، فإن القوة الوحيدة القادرة على كسر هذه السلسلة البيروقراطية المقيتة هي قوة الجماهير نفسها، العمال الموظفون، الناس، هم القادرون على وضع حد للطغيان المتأتي من هذه الفئات الفاسدة والغارقة بالفساد، ورميها في مزبلة التاريخ.فرأسماليتهم الطاغية ورؤوس أموالهم التي جنوها من خلال سرقاتهم المرعبة، دفنت الانسانية في هذا البلد الذي يتصدر العالم بعدد الأرامل والمعوزين والفقراء، فالمظلومون والمقموعون يجب أن تكون لهم إرادة كسر البيروقراطية الظالمة في عراق اليوم، ولا ننسى إن اكارا "فلاح" بسيط كـ"حمدان قرمط" قاد اكبر انتفاضة للمظلومين "حركة القرامطة" تجاه أعتى امبراطورية استبدادية عرفها التاريخ "الدولة العباسية" قضت مضاجعهم هذه الحركة العظيمة التي حققت العدالة الاجتماعية وسحبت البساط من الطبقات الظالمة المفسدة آنذاك، التي امنت بمنافعها ومنافع جهاتها من قادة عسكريين ورجالات دين ووزراء وغيرهم. وكأن التاريخ يعيد نفسه، حيث يسود العراق اليوم ظلم اجتماعي كبير، بسيادة هؤلاء البيروقراطيين وتحكمهم بمصائر الناس ووجود طبقات معدومة اجتماعياً، ولا حل لها سوى الموت والفناء، أما الموارد والمقدرات ووسائل الانتاج، فجميعها بيد هؤلاء الحاكمين. إن روزا الحمراء، لمن الصعب أن توجد في بلادنا، لأن الذهنية التي يجب أن تؤمن بروزا يجب أن تؤمن بالثورة الاصلاحية تجاه الفساد والمفسدين، وإن حمدان قرمط، إذا شئنا أن نراه موجوداً، فيجب أن نؤمن بمبدأ العدالة الاجتماعية التي يجب أن تتحقق في البلاد، فكم نحن بحاجة روزا وحمدان قرمط وغاندي وجيفارا كي نحقق ما نصبو إليه وننقذ ما تبقى من هذا البلد من أفسد طبقة سياسية عرفها العراق منذ وجوده. فالإنسانية هي الاعتبار الأسمى، ولنتصور أن من يريد أن يمشي على خطى روزا في الاصلاح، وحمدان في العدالة، سيُتهم اليوم بأنه أما بعثي أو إرهابي يريد أن ينال من نظام الحكم، ويسخر من الدين والطائفة، وهو أيضاً قد يلاقي ما لاقاه حمدان من اختفاء غامض أو روزا ميتة بأعقاب البنادق.

 

صحيفة الزمان

ابرزت العناوين التالية

(العراق يعتزم ترحيل 300 من ذوي داعش الأجانب)

(العبادي يرحّب ونيجيرفان يرى قرار الإتحادية عدم دستورية الإستفتاء أحادي الجانب)

(ضبط عصابتي مخدرات في البتاويين والزعفرانية)

(الحشد : تحرير ألبو كمال تطور ستراتيجي ضد الإرهاب)

 

ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان (مسيرة الحوار بين الإقليم والحكومة الإتحادية) قال فيه الكاتب عبد الستار رمضان

تواصل حكومة اقليم كردستان وشعبها وعلى مختلف المستويات التأكيد (قبل الاستفتاء وبعده) بانـــــها ترغب دائما بالحوار وعدم التصعيد مع الحكومة الاتحادية العراقية، واعلنت  حكومة الاقليم قبل اسبوعين تجميد الاستفتاء ونتائجه في سبيل تهيئة الاجواء المناســـــبة وتوفير ارضية مناسبة للحوار القادم، لكن  ذلـــــك لم يكن مرضيا للحكومة في بغداد وظل صوت الخطاب الذي يتبناه بعـــــض قادة التحالف الوطني في بغــــــداد هو المتكرر في وضـــــع شروط وتأجيلات للحوار.

ان خطاب التصعيد من بغداد وخطاب التهدئة من قبل اقليم كردستان جعل العالم يتغير باتجاه موقف حكومة الاقليم لما تتبناه من تهدئة في هذه القضية التي تتعلق بالحوار والابتعاد عن التصعيد الاعلامي،  وكان بيان حكومة الاقليم يوم الثلاثاء 14تشرين الثاني واضحا وصريحا حيث اعلن (عن احترامها وتقديرها لتفسير المحكمة الإتحادية للمادة الأولى من الدستور العراقي الدائم.

وأعلنت الحكومة في ” نحترم تفسير المحكمة الإتحادية العليا، ونؤكد على ضرورة ان يكون هذا أساساً لإستئناف الحوار الوطني العام لمعالجة المشاكل والخلافات).

وهو ما يتطلب بدء مرحلة جديدة بتطبيق كل مواد الدستور العراقي ولا يقتصر ذلك على تطبيق المادة الاولى من الدستور الذي دعا من خلالها الحفاظ على وحدة العراق، بل ايضا تطبيق مواد الدستور الخاصة بصلاحيات الاقاليم والمادة 140 وكل ما يضمن حقوق الشعب الكوردي وجميع مكونات الشعب العراقي.

ان الاستفتاء حدث واصبح ضمن احداث التاريخ وقد جرى وانتهى يوم 25 سبتمبر ولم يترتب عليه اي اجراء او اثر قانوني، وان رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي قد صرح يوم 17تشرين الاول وقال (ان الاستفتاء قد انتهى واصبح من الماضي داعيا الى الحوار تحت سقف الدستور)، لكن حكومة  بغداد استغلت موضوع الاستفتاء كذريعة لمآرب اخرى تسعى من خلاله على التأثير على حكومة وشعب اقليم كردستان باجراءات وقرارات لا تُمثل الا عقوبات جماعية غير قانونية ولا دستورية، ورغم ان حكومة بغداد تدعي ان اجراءاتها دستورية ولحفظ النظام والقانون الا ان واقع الحال والحقيقة التي يعرفها الجميع ان شعب  وحكومة الاقليم هو واضح وصريح بالدعوة الى عدم التصعيد وفتح باب الحوار لحل المشاكل تحت مظلة الدستور الذي لو طبق لضمن حقوق جميع العراقيين.

لذلك المطلوب فتح باب الحوارات بين بغداد واربيل بجميع ملفاتها السياسية والاقتصادية والنيابية والحكومية، ويجب ان تكون هذه المسيرة  بداية  وشروع لبناء علاقات تعاون ومشاركة بناءة ومتينة بين الاقليم والعراق وعلى اساس الدستور.