وكالة الانباء العراقية المستقلة - بغداد – سعد محسن تناولت الصحف العراقية الصادرة اليوم الخميس عدد من القضايا المهمة فقد ابرزت صحيفة الصباح العناوين التالية (العبادي: العالم مدين للعراق لتضحياته ومعاناته ومحاربته للإرهاب) (الصدر: يتوعد بمقاضاة من يسيء لـ {آل الصدر} ) (الدفاع النيابية تحذر من سعي التنظيم الارهابي لمهاجمة {مناطق رخوة}) (الجبوري: المرحلة القادمة تتطلب استثمار الطاقات الشبابية ) (العلاق يدعو لحسم نقل الصلاحيات المالية والإدارية للمحافظات ) ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان (وتريد مني التفاح) قال فيه الكاتب حمزة مصطفى الأمر لا يتعلق بالتفاح وحده ولا بأغنية فاضل عواد “تريد مني التفاح ومن اين اجيب التفاح”. الأمر يتعلق بمنظومة كاملة غذائية وصناعية تحتاج الى إعادة نظر جذرية. جزء مما يرتبط بها لا علاقة له بالأجواء الرومانسية التي تشحذ خيال الشاعر. وطبقا لذلك يخيل له أن التفاح مفقود في الأسواق. ذلك يجعله في حيرة من أمره حين تطلب منه حبيبته تفاحا فلا يجده, حتى إنه يتمنى أن يصبح فلاحا ولا يكتفي بزراعة التفاح بل بأنواع مختلفة من الثمر. لا المسألة باتت أصعب بكثير. قسم منها مرتبط بأزمة المياه التي باتت تتفاقم حتى بين المحافظات. وفي وقت كان الخبراء الستراتيجيون توقعوا منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي نشوب حرب مياه بين الدول المتشاطئة على أنهار واحدة, فإنه لم يكن متوقعا أن تنتقل هذه الحرب بين المحافظات في بلد واحد من خلال اتهام كل طرف للآخر بالتعدي على حصته المائية. استفحال أزمة المياه يعني اننا جميعا سنتحول في المستقبل الى مطربين بأصوات مبحوحة ونحن نتمنى الحصول ليس على التفاح لتقديمه هدايا لمن نحب. بل قد يصل بنا الأمر الى أن نتمنى الحصول على البصل والثوم والباميا والباذنجان ناهيك عن الطماطة التي ستضاهي جائزة من سيربح المليون. إذا تخطينا أزمة المياه وما تتطلبه من بدائل لابد من العمل عليها من الآن فإنها مرتبطة أيضا بالمناخ الذي هو اليوم أزمة عالمية خانقة. وما قمة باريس للمناخ التي يشارك فيها العراق على مستوى رئيس الوزراء الإ دليل قاطع على حجم ما يواجهه العالم حاليا على صعيد المناخ والبيئة وما بات يرتبط بهما من مشاكل بل ومآس باتت تهدد الجنس البشري برمته. ومع كل ما يرتبط بالمياه والمناخ وما يتطلبه ذلك من سياسات جادة لابد لنا من اتباعها لإنقاذ زراعتنا من التردي والتراجع سواء على صعيد المائدة الغذائية اليومية للعائلة العراقية ومعظمها مستوردة من الخارج بل على صعيد المساهمة في الدخل القومي. فليس سرا القول ان مساهمة قطاعي الزراعة والصناعة في الموازنة صفر تقريبا. فالموازنة تعتمد كليا على مبيعاتنا من النفط بينما بدأت دول كثيرة في العالم التفكير في مرحلة مابعد النفط ولذلك قصة أخرى. نبقى في مشكلة التفاح التي سبق أن عاناها الفنان فاضل عواد حين شح التفاح وحار من أين يأتي به. وكانت على ما أذكر تشح الطماطة في وقت معين حتى “تنزل” طماطة الزبير فتنتعش المائدة بالطماطة سواء المقلية منها أو المقبلاتية. اليوم الأمر اختلف تماما. ففي حال ذهب أي واحد منا لأي “علوة مخضرات” في منطقته وما أكثرها بحمد الله وفضله سيجد ليس نوعا واحدا من التفاح بل أنواع لا حصر لها ولا عد. فهناك التفاح التركي والسوري والإيراني والمصري ومثله الموز والبرتقال واللالنكي. وبالمناسبة فإنني وجدت قبل أيام لالنكي .. باكستاني. صحيفة الزوراء ابرزت العناوين التالية (العراق طهر أراضيه من الإرهابيين ونتحرك باتجاه الإعمار والاهتمام بالبيئة … العبادي: أهم أسباب دخول الإرهاب للعراق هو الفساد والبيشمركة جزء من قواتنا) (رئاسة الجمهورية تدعو لإجراء الانتخابات بموعدها والبدء بحوار فوري بين بغداد وأربيل) (كتلة الجماعة الإسلامية: الأحزاب الكردية ستتفق مع الحكومة لتوزيع رواتب موظفي الإقليم بشكل مباشـر) (الجبوري يتلقى دعوة رسمية للمشاركة بالمؤتمر 13 لبرلمانات الدول الاعضاء في التعاون الاسلامي) (السيد الصدر يوجه بمقاضاة كل من تثبت إساءته لـ”آل الصدر” ويتوعد باتخاذ تدابير اخرى) وابرزت صحيفة المدى العناوين التالية (الأنبار تبحث عن مملكة "داعش" السريّة تحت الأرض) (داعش حوّل القنابل الأميركيّة إلـى أسلحة كيمياوية فـي الموصل) (يونامي قلقة من تكرار القصف على الطوز) (الخلاف حول "كلمة" يمنع استئناف الحوار مع إقليم كرستان) (العبادي من باريس: البيشمركة جزء من القوّات العراقيّة) صحيفة الزمان ابرزت العناوين التالية (واشنطن: قواتنا تلقت تهديدات من جماعات مسلّحة في العراق) (الكهرباء تشكّل خلية أزمة لإدارة الذروة الشتوية) (العبادي يتسلم تقريراً يرصد تحركات داعش بأطراف بغداد) (تنفيذي الأولمبية يعلّق الإجراءات الإدارية والمالية والإتحادات الرياضية) ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان (الحرب على الفساد) قال فيه الكاتب حسين علي الحمداني الحرب على الفساد أقوى وأشرس من الحرب على الإرهاب والسبب لأن الفاسد هنا هو جزء من الحكومة والدولة وتتوفر له عوامل دعم كثيرة من بينها كتلته وحزبه،حمايته وإعلامه، والمنتفعون منه ونظام المحاصصة نفسه الذي يحمي الفاسد لمجرد إنه من طائفته أو قوميته وبدل المحامي سيتوفر جوق من المحامين ومثلهم من السياسيين من أعضاء حزبه أو كتلته. لهذا علينا أن نتخيل حجم التحديات التي ستواجه السيد العبادي في هذه المعركة وفي نفس الوقت علينا أن نستنتج حجم الدعم الذي يجب أن يقدم للسيد العبادي من أجل فتح جبهة الحرب ضد الفاسدين،خاصة إذا ما عرفنا إن هؤلاء لا يمثلون أنفسهم بقدر ما يمثلون أحزابا متنفذة في السلطتين التنفيذية والتشريعية وبالتالي تصبح مهمة التصدي لهم ليست سهلة فهي تتطلب شجاعة من نوع خاص ودعم شعبي كبير جدا وقد تحتاج لفتوى أكبر من فتوة الجهاد الكفائي التي قضت على داعش الإرهابي ووفرت دعما كبيرا للقوات المسلحة العراقية في تحرير المدن من القوى الإرهابية. لهذا أجد إن معركتنا ضد الفساد الإداري والمالي معركة شرسة مفتوحة على كل الاحتمالات وأن عملية فتح جبهات قبل الانتخابات نقطة مهمة جدا من أجل إجبار الأحزاب على التخلي عن الفاسدين أولا،وثانيا وهو الأهم ضخ دماء جديدة للعملية السياسية رغم إن بعض القوى السياسية استبقت الأحداث وأصدرت بيانات تدعم فيها العبادي شريطة أن لا تستهدف الحرب على الفساد التسقيط السياسي! وهو أمر مستغرب ولا يمكن أن يكون هذا دعما للعبادي بقدر ما هو محاولة إصدار حكم مسبق على ما سيجري خاصة إذا ما عرفنا أن كل الفاسدين ينتمون للأحزاب السياسية ولا يمكن أن تجد فاسداً بلا حزب يحميه ويدعمه وبالتالي إن استهدافهم وفق ما يتصوره البعض هو تسقيط سياسي وهذا أمر مرفوض شعبيا وسياسيا وكأنهم يقولون لنحارب الفساد لكن لا نستهدف السياسيين!. الجانب الآخر تتطلب معركة الحرب على الفساد محاكم خاصة ومحققين من العيار الثقيل أي بمستوى الفساد الثقيل هو الآخر وحسنا فعلت الحكومة بالاستعانة بالمجتمع الدولي في هذا الجانب في ظل وجود أموال عراقية خارج البلاد في حسابات ربما نحن نفشل في الوصول إليها ما لم نستعن بالخبرات الدولية وتعاون المجتمع الدولي معنا في هذا الجانب. الأشهر القادمة ستكون حاسمة في هذا الملف الخطير جدا وسنجد الكثير من ألأسماء تدرج على لائحة الفساد الإداري والمالي في بلادنا خاصة وإن الفساد ذاته يبدأ من الشهادات المزورة وصــــــــولا لهدر المال وسرقته وملفات كثيرة ستكــــــون شاهداً على فساد الكثيرين .
|