خالد جاسم *أستذكرت يوم أمس وأنا أقلب صفحات من مذكرات يومياتي بعض ما شاهدت وسجلت في بارالمبياد ريو دي جانيرو 2012، وكيف أستثمرت توقف السباقات في راحة أجبارية لمنتخباتنا، وقررت أن أذهب بالقارئ العزيز من خلال زياراتي المتكررة لملاعب وصالات المنافسة في الدورة البارالمبية للتعرف على مدى تطور الاخرين في رياضات يحسبها كثيرون في العراق على إنها رياضات معطلة وربما ليست منتجة، حتى مع إعتبارها واقعيا الصورة المشرقة لرياضة وطن نجحت في تحقيق إنجازات عجزت عن بلوغها قدرات الأصحاء دوليا، ولكونها خاصة بشريحة من ذوي الإحتياجات الخاصة، وقبل أن أذهب بعيدا يكفي القول إنني ومعي قلة اخرون من الإعلاميين من بقية الدول ننتمي الى صنف الأصحاء بدنيا، ذلك إن معظم الإعلاميين في مختلف قنوات الإعلام الرياضي مقروءا ومسموعا ومرئيا في البارالمبياد، هم كذلك من ذوي الإحتياجات الخاصة، وفي ذلك دلالة صحية وعلمية نحن لا نفقه مضامينها بما تدل عليه من أبعاد نفسية وإعتبارية ومهنية في الوقت ذاته، واللافت كذلك إن هذا التخصص الخاص في الإعلام الرياضي وهو شيء غير مألوف لدينا لكنه طبيعي جدا في العالم الذي يمسك بتلابيب كل شيء صحيح ومتمدن تجد العاملين فيه أكثر حيوية وحركة وتفهما وإستيعابا لفعاليات الحدث ومواكبة لفعالياته بإحترافية عالية، وهو مبدأ صحيح يعتمد معيار التخصص في الاعلام الموازي لأصحاب التخصص الرياضي، وليس مجرد مواءمة وجدانية بين صنف رياضي واخر إعلامي ينتمي فيه الصنفان الى ذوي الإحتياجات الخاصة، وفي المقابل ومع ما لاحظته من تقنيات متطورة جدا في جميع فعاليات البارالمبياد سواء ما برز منها خلال السباقات التي جرت خلال الربع الأول من عمر البارالمبياد وهي تمثل الربع كنسبة مئوية من المجموع العام للفعاليات ال36 التي تتفرع عنها فعاليات أخرى جزئية كثيرة بحسب درجة العوق وتصنيفه الطبي، تجد نفسك عاجزا عن وصف واقع الحال عندما تقارن بين ما نحن عليه وبين الذي بلغه الاخرون من توسع وتطور متلاحق يكاد يضعنا بحجم ضئيل عما يجري من حولنا من تطور هائل في كل شيء محسوب على رياضات نظنها ليست فاعلة أو على هامش الأنتاج أو كونها إنسانية محض، في الوقت الذي صارت تلك الرياضات على قدر هائل من الإحترافية التي تحاكي العلم بمختلف أصوله وتفرعاته الرياضية والانسانية، تماما كتفرعات كثيرة من شجرة البارالمبياد التي تختصر منافساتها بـ 36 فعالية عامة وتتفرع عن كل فعالية ألعاب أخرى في مختلف الدرجات والمسميات، وأكثرها ليست موجودة في قاموسنا البارالمبي الذي يحتضن 14 فعالية عامة، وتأهلنا في ست منها بعدد رمزي من الرياضيين المتأهلين فعلا. هذه الإنثيالية كانت مثار حوار مختصر بيني وبين السيد خالد رشك رئيس بعثتنا البارالمبية النائب الأول لرئيس اللجنة البارالمبية العراقية الذي لم يخف حزنه وتأثره الصريح والعميق عن المشاهدات الميدانية التي تتجسد في التقنيات والتنوع والتطور في كل شيء بارالمبي في العالم ونحن لا نزال كمن يطلب العلم في المرحلة الإبتدائية، إذا جاز القول، ذلك ان السيد رشك إعترف بصريح العبارة بتخلفنا لأنه يرى العالم البارالمبي لدينا ليس مجتزءا عن واقع الحال الرياضي العام، حيث كل شيء في تراجع طالما الجميع يعمل على وفق مصالح وأجندات خاصة.. ولن أزيد بعد أن وجدت الرجل فيه ما يكفي من ألم ووجع من واقع الحال.
السطر الأخير
**أعظم شيء يتفوق به الانسان على كل ما في الوجود هو موهبة التحدي |