أسلحة ألمانية ...... تستخدمها الإمارات والسعودية في حرب اليمن
أضيف بواسـطة

وكالة ألأنباء العراقية المستقلة ــــ مـــتــــابـــعـــة

دويتشه فيله أسلحة ألمانية في الحرب اليمنية

تفخر ألمانيا بقيودها على صادرات الأسلحة وحظر مبيعاتها لدول مشاركة في صراعات مسلحة، لكن تحقيق دويتشه فيله الاستقصائي يظهر استخدام التحالف -الذي تقوده السعودية- في حرب اليمن أسلحة وتكنولوجيا ألمانية.

كان "عالم الحرب"-كما وصفه أحد المراقبين - معروضاً للمشاهدة في أبو ظبي 2019 بمعرض آيدكس الدفاعي، وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، قامت أكثر من 1200 شركة بعرض أحدث تقنياتها الدفاعية. وكان كثير من أجنحة المعرض تحت إشراف ممثلين لشركات الأسلحة الألمانية.

في هذا العام 2019 قامت الدولة المضيفة، الإمارات العربية المتحدة ، بعقد صفقات شراء عسكرية تزيد قيمتها على خمسة مليارات دولار (4،4 مليار يورو) مع شركات وطنية ودولية، من بينها شركات لتصنيع الأسلحة من الولايات المتحدة وأوروبا.

لطالما كان طيران الإمارات أحد كبار عملاء ألمانيا عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الأسلحة والدفاع. لكن منذ عام 2015 ، كان جيشها أحد أطراف الحرب الرئيسية في واحدة من أكثر الصراعات دموية في العالم: الحرب في اليمن. وقد وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ نزاع إنساني في عصرنا الحالي، حيث تم دفع ملايين البشر إلى حافة المجاعة، كما قُتل الآلاف.

حتى الآن، أنكرت الحكومة الألمانية مراراً أي معرفة بالأسلحة والتكنولوجيا الألمانية المستخدمة في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ومؤخراً فقط، وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن لهذا العام ، صرح وزير الاقتصاد الألماني بيتر آلتماير  لـدويتشه فيله أنه ليس على علم بالأسلحة المصدرة من ألمانيا في النزاع اليمني، وأوضح قائلاً:  "لم أسمع بأي أخبار عن هذا الأمر حتى الآن".

لكن دويتشه فيله، وبالاشتراك مع إذاعة بايريشر روندفونك الألمانية ومجلة شتيرن ومكتب التحقيقات الاستقصائية الهولندي لايتهاوس ريبورت وشبكة بيلينغكات للتحقيقات الاستقصائية، قامت باصطياد لقطات مفتوحة المصدر من مواقع تويتر ويوتيوب وغوغل إيرث، بالإضافة إلى تقارير إخبارية وصور من الوكالات.

والنتيجة: دليل قاطع على وجود الأسلحة والتكنولوجيا الألمانية الصنع في اليمن، في الجو والبحر والبر.

 

"إنكار الحكومة الألمانية": حتى كتابة هذه السطور فبراير / شباط 2019، أنكرت الحكومة الألمانية مراراً أي معرفة بالأسلحة والتكنولوجيا الألمانية المستخدمة في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ومؤخراً فقط، وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن لهذا العام ، صرح وزير الاقتصاد الألماني بيتر آلتماير  لـدويتشه فيله أنه ليس على علم بالأسلحة المصدرة من ألمانيا في النزاع اليمني، وأوضح قائلاً:  "لم أسمع بأي أخبار عن هذا الأمر حتى الآن". لكن تقارير إعلامية قامت باصطياد لقطات مفتوحة المصدر -تدل على عكس ذلك- من مواقع تويتر ويوتيوب وغوغل إيرث، بالإضافة إلى تقارير إخبارية وصور من الوكالات.

{الإرشادات التوجيهية في ألمانيا المتعلقة بتصدير الأسلحة من ألمانيا تنص بشكل واضح على أنه على الحكومة الألمانية أن تعترض إذا كان من الواضح أن مكونات للأسلحة ذاهبة في طريقها إلى دول متورطة في عمل حربي نشط.}
 

في أحد التقارير الإخبارية التي شاهدها الفريق، كانت قافلة من شاحنات "بيك آب" تسير على طول طريق إسفلتي ممهد. وفي الأفق تلوح بعيداً سلسلة من الجبال الوعرة. وبينما كانوا يقودون السيارات متجاوزين الكاميرا، لوح الجنود الموجودون في على متن الشاحنات، فيما رفع رجل علماً عالياً، ورفع آخرون أيديهم بعلامة النصر.

هؤلاء مرتزقة سودانيون، نزلوا مؤخراً بالقرب من ميناء عدن في جنوب اليمن، وكانوا متجهين شمالاً للانضمام إلى المعارك بجانب الإماراتيين في أواخر عام 2015 - وهو ما أكدته تقارير إخبارية دولية أخرى في الوقت نفسه تقريباً.

الحرب على الأرض

وخلال التصوير تظهر  مركبة كبيرة الحجم بين قافلة الشاحنات الصغيرة: إنها مركبة أوشكوش الأمريكية الصنع، وهي عربة مصفحة تصلح لجميع التضاريس ومزودة بمنصة سلاح آلية من نوع Fewas من إنتاج شركة "ديناميت نوبل الدفاعية"، وهي شركة تتخذ من مدينة بورباخ في الشطر الغربي من ألمانيا مقراً لها. ويسمح موقع منصة السلاح Fewas على المركبة المدرعة - وفقاً لموقع الشركة على الإنترنت - بـ "تسهيل" التتبع التلقائي للهدف، مما يعني أنه بمجرد أن يحدد المشغل هدفاً، فإن منصة الأسلحة تلاحقه تلقائياً.

في عام 2009 وافقت الحكومة الألمانية على تصدير منصات "ديناميت نوبل" وقطع غيار بقيمة 81 مليون يورو إلى الإمارات. وتعد المشاهد والصور التي تم الحصول عليها للقوات الإماراتية العاملة في جنوب اليمن شائعة، وكذلك مركبات أوشكوش، وقد تم تجهيز أغلبها بمنصات  Fewas.

قامت دويتشه فيله وشركاؤها في البحث بمقارنة صور الأقمار الاصطناعية بمشاهد فيديو وتقارير إخبارية. وتمكن الفريق من تحديد الموقع الدقيق للعديد من مركبات أوشكوش التي تحمل منصات Fewas. وكان أحدث مثال على ذلك هو مقطع فيديو تم تحميله بواسطة قناة عرب 24 في أواخر 2018، وحدد الفريق موقع التقاط المشاهد والذي كان منطقة الخوخة الواقعة على الساحل اليمني.

 

كما عثر الفريق بالصدفة على مدافع هاوتزر بهياكل ومحركات ألمانية الصنع وهي تطلق النار على منطقة سيطرة الحوثيين عبر الحدود السعودية. وذلك على الرغم من المبادئ التوجيهية للأسلحة الألمانية التي تحظر صراحةً تصديرها إلى الدول المشاركة في نزاعات مسلحة، إلا إذا كانت في حالة دفاع عن النفس.

تصدير مستمر رغم المبادئ التوجيهية الصارمة

تفتخر ألمانيا بامتلاكها واحدة من أكثر ضوابط تصدير الأسلحة تقييداً، إذ يجب على المشترين التوقيع على اتفاقية المستخدم النهائي التي يتعهدون فيها بعدم بيع الأسلحة أو نقلها إلى أي مجموعة أخرى أو بلد آخر.

علاوة على ذلك، قام الائتلاف الحاكم بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل بتوقيع اتفاق ائتلافي في أوائل 2018 يحظر صراحةً الموافقة على تصدير الأسلحة إلى أي دولة ضالعة "بشكل مباشر" في الحرب باليمن.

ومع ذلك، استمر اعتماد صادرات الأسلحة إلى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات. في الأشهر التسعة الأولى من سنة 2018، وقع مجلس الأمن الاتحادي - المكون من المستشارة وقيادات وزارية الذين يلتقون سراً للموافقة على مبيعات الأسلحة - على صادرات تبلغ قيمتها حوالي 416 مليون يورو إلى المملكة العربية السعودية.

وافقت ألمانيا أيضاً في الفترة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الثاني 2018 على صادرات تتجاوز قيمتها 40 مليون يورو إلى الإمارات.

استثناءات "للشركاء الاستراتيجيين"؟

فلماذا إذن تجاهلت الحكومة الألمانية على ما يبدو مبادئها التوجيهية، حتى في الوقت الذي قُتل فيه آلاف المدنيين في اليمن؟تعتبر كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شريكاً استراتيجياً. "تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً هاماً في شبه الجزيرة العربية في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار" في المنطقة، بحسب ما أبلغت وزارة الخارجية الألمانية دويتشه فيله وشركاءها.

وهذا ما يفسر سبب الغضب العارم الذي أحاط بمقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول ما جعل الحكومة الألمانية تعلق كافة الصادرات العسكرية إلى الرياض، مقارنة بموقف برلين من مشاركة المملكة العربية السعودية في الصراع في اليمن.

ميناء عصب الإريتري - قاعدة عمليات إماراتية في حرب اليمن: لا يفصل بين الساحل اليمني وميناء عصب الإريتري - والذي يقع عبر مضيق باب المندب - إلا 60 كيلومتراً (37 ميلاً) فقط. وفقاً للأمم المتحدة، فإن التحالف العربي يستخدم "الأرض والمجال الجوي والمياه الإقليمية لإريتريا في حملته العسكرية ضد الحوثيين". من عصب يمكن للسفن الحربية الإماراتية أن تسير بسرعة عبر المضيق إلى مدينتي الحديدة اليمنية أو المخا، بدلاً من الاضطرار إلى القيام بالرحلة الطويلة من موانئها الرئيسية عبر خليج عدن.

وقد وضعت الحرب الحوثيين الذين يُعتقد أنهم مدعومون من إيران، في مواجهة تحالف تقوده السعودية يدعم الحكومة اليمنية، والموجودة حالياً في المنفى السعودي.

وفي حين ركزت العديد من تقارير وسائل الإعلام على المملكة العربية السعودية، فقد أُولي اهتمام أقل للإمارات التي تقود الهجوم البري وتشارك أيضاً في الحرب عبر البحر.

 

رابط المحتـوى
عدد المشـاهدات 2030   تاريخ الإضافـة 02/03/2019 - 12:34   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 03:54   رقم المحتـوى 63644
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Ina-Iraq.net 2015