وكاله الإنباء العراقية
المستقلة ــــ بــــغـــداد
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح ان
مدينة حلبجة أصبحت تمثل اليوم إرادة المقاومة و النهوض و إعادة الأعمار، مشيرا إلى
إن استذكار تضحيات هذه المدينة هو استذكار الجرائم التي ارتُكبت ضد أهلنا في
الجنوب من مقابر جماعية في المحاويل والبصرة والسماوة والأنفال وكرميان وبهدينان ،
والمجازر ضد البرزانيين ، وقمع وتهجير الكرد الفيلين .
وقال رئيس الجمهورية، في بيان اليوم
السبت بمناسبة الذكرى ( 31) لقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام
البائد، إن حلبجة تمثل ذاكرة حية لا يمكن إن تنسى إحداثها عند المنصفين، وعاملاً
دافعاً لدى الأحرار بعدم السماح لعودة الأنظمة المستبدة الديكتاتورية مرة أخرى.
وشدد الرئيس على ضرورة إنصاف المدينة وأهلها وتعويض ذوي الشهداء وإعلاء شأنهم
احتراما لما قدموه من تضحيات جليلة وتلبية مطالبهم المشروعة، مستذكرا الجرائم
الوحشية التي اقترفها النظام السابق والمتمثلة بالمقابر الجماعية والأنفال وكرميان
وبهدينان وضد البرزانيين والكرد الفيلين.
نص البيان:
"تمر علينا اليوم الذكرى (31) لجريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية ، بقصف
مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية من قبل نظام مستبد ، استهدف كل ما هو حي على ارض
هذه المدينة الباسلة.
قبل (31) عاما تناثرت أجساد طاهرة، هنا وهناك ، وصمتت أنفاس زكية في شوارع وأزقة
حلبجة، وأخرى استمرت تصارع من اجل البقاء على قيد الحياة ، متشبثةً بحبها لوطنها ،
وللسلام والحرية، حاملة ولحد الآن كل المواجع والمعاناة.
ليس هناك ذنب لأهلنا في حلبجة ولا بقية مناطق العراق الأخرى التي تعرضت للظلم
والاضطهاد، سوى إنهم كانوا يعيشون تحت سلطة نظام متجبر استخف بكل القوانين،
والشرائع السماوية ، والحقوق الإنسانية ، فكانت النتيجة الحتمية ، بزوال هذه
الديكتاتورية المقيتة التي دمرت البلاد وانهكتها اقتصاديا.
إن حلبجة تجسد اليوم إرادة الصمود، وإرادة النهوض، وإرادة إعادة الأعمار، وتمثل
ذاكرةً حية لا يمكن ان تُنسى احداثها عند المنصفين، وعاملاً دافعاً لدى الاحرار
بعدم السماح بعودة الانظمة المستبدة والديكتاتورية مرة أخرى ، حتى يتمتع العراقيون
بخيرات هذا البلد والعيش سوية بسلام ومحبة ووئام ، والانطلاقِ معا نحو البناء وأعمار
مستقبلِ واعدٍ لبلادنا.
واليوم ونحن نستذكر تضحيات هذه المدينة التي اصبحت رمزا لمقارعة الظلم، وقيثارة
للسلام، وعنوانا للمحبة والوئام، فاننا نستذكر الجرائم التي ارتُكبت ضد اهلنا في
الجنوب من مقابر جماعية في المحاويل والبصرة والسماوة والانفال وكرميان وبهدينان ،
والمجازر ضد اخوتنا من البرزانيين ، وقمع وتهجير الكرد الفيليين .
لا ننسى في ذكرى هذه المناسبة التي حفرت بالنفوس و وجدان كل الشرفاء ذكريات حزينة
ومؤلمة ، ان نؤكد على ضرورة انصاف هذه المدينة واهلها ، وتعويض ذوي الشهداء ،
واعلاء شأنهم احتراما لما قدموه من تضحيات جليلة ، وتلبية مطالبهم المشروعة ، خاصة
الذين تعرضوا الى التهجير وحرق المنازل والممتلكات، فضلا عن اصلاح الطبيعة والبيئة
التي دُمرت ، نتيجة هذه الافعال الاجرامية المُشينة.
نجدد دعوتنا الى المجتمع الدولي ، والامم المتحدة ، والمنظمات الانسانية المنضوية
تحتها ، الى بذل المزيد من الجهود لتقديم الدعم والاسناد لهذه المدينة الصامدة
وسكانها، والعمل على انشاء محاكم فاعلة ومتخصصة، وتفعيل التشريعات القانونية للحد
من انتشار واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ، وتقديم المتورطين بتلك الجرائم للقضاء
لينالوا جزائهم العادل.
ستبقى جريمة قصف مدينة حلبجة شاخصةً امامنا، وشاهداً متجدداً عبر مراحل التاريخ
للاجيال المقبلة ، لانها تجسد معاناة الشعب الكردي ومعاناة كل العراقيين مع نظام
ظالم ، حصد ارواح الآلاف بقصف المدنيين العزل بالاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا.
انتهى |