لدى غاري لينيكر مقولة شهيرة مُفادها إن كرة القدم عبارة عن 22 لاعبا يطاردون الكرة وفي النهاية يفوز الألمان. لكن ربما يكون انتصار فرنسا في المباراة الأخيرة ضد ألمانيا قد نَفَّس كرب الإنجليزي، ليس فقط بسبب خسارة الجيران، ولكن لأن نموذج الأهداف المتوقَّعة -الذي يُعَدُّ مقياسا لجودة الفرص المصنوعة- كان لصالح المنتخب الألماني، إذ وفقا لإحصاءات "ستاتس بومب" كان مُعدل ألمانيا للأهداف المتوقَّعة 0.83 مقابل 0.43 للفرنسيين. (1)
يُعَدُّ ذلك انتصارا للألمان وفقا لمجريات اللعب التي تعكسها الأرقام، لكن من وجهة نظر إستراتيجية فإن فرنسا قد نجحت بتحقيق أهدافها وتحجيم الخصم للحد الأقصى، خاصة إذا فحصنا معدل الأهداف المتوقَّعة لألمانيا (0.83) الذي تراكم من خلال 10 تسديدات بدقة أكبر. فبالنظر إلى نوعية التسديدات ومصادرها؛ نجد أن 5 منها كانت من كرات ثابتة لُعبت بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى 3 تسديدات من عرضيات، وتسديدتين في أقدام المدافعين من كاي هافرتز وتوماس مولر.
يعني ذلك أن 80% من تسديدات ألمانيا كانت من مواقف ثابتة أو كرات عرضية، فقط واحدة منها كانت على المرمى. لا اختراقات، لا مراوغات، ولا تمريرات بينية، لم يكن هناك وصول حقيقي ولا تهديد واضح على الخصم، وهو ما يدعونا للتساؤل؛ أليس ذلك ما خطَّط له الفرنسيون؟ خاصة إذا ما نظرنا إلى خريطة انتشار وتمرير لاعبي المنتخب الألماني خلال المباراة التي توفرها "ستاتس بومب"، حيث سنجد أن أعلى 3 لاعبين على مستوى المساهمة الهجومية -باللون الأصفر- هم؛ توني كروس (مُنفِّذ الركلات الثابتة)، وكيميش وغوسينس تواليا (الظهيران مُنفِّذا العرضيات).