وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم:
وانت تقطع دربك في قطار الحياة لابد ان نتذكر الذين مروا والذين نلتقيهم
فيما بعد.. وما بين المرور واللقاء ثم أشياء وأشياء تلامس شغاف الوجود الشخصي
للمرء بحيث ان كل ما يمر عليك هو درس وتجربة وامعان وتفحص في ضرورات تأكيد التلاحم
الوجداني مع الاخرين والذين يعيبون على الاخرين طيبتهم المفرطة لا يعرفون جيدا ان
الطيبة ليست نبات طحلب غريب عن التربية... انها (الطيبة) غرس الهي وانساني
واجتماعي ولا يمتلكها سوى أولئك الذين يحملون نفوسا كبيرة وابية... وهي نتاج
التربية البيتية قبل ان تكون سلعة خرجت من مصنع للزجاج... اذا كان لكل انسان ظله...
هذا أيضا يفترض ان يكون للإنسان أثر يتركه
وراءه سواء عبر رحيله الى العالم الاخر... او في مكان عمله السابق لذلك فان الطيبة وحدها التي تعمل عمل (الأثر)
ونتشر شذى عطرها الفواح على جنبات طريق المرء... وبحطا من يظن ان (الطيبة)
المزروعة في أعماق احدنا هي نوع من الضعف الإنساني.... بل اعدها حسب رائي احد
العوامل الأساسية في بناء المجتمع خالي من الحقد والضغينة والانانية والمنافسة غير
الشريفة... لكننا مع الأسف بتنا نعيش في مجتمع خلت صفاته من تلك الالفة مع الذين
نتعايش معهم... وراح البعض الاخر الذين يسلكون سلوكيات هي ابعد ما تكون عن روح
الموائمة والعيش مع الاخر ضمن ما تتوافر خلالها الكفاءة والإخلاص وحب الاخرين.. ف
(حب الله) هو حب الناس... وحب الناس هعو حب الله سبحانه وتعالى... الا اننا لا
نرغب حتما بان يتوقف الانسان بل يجب ويجب ان يتعالى صوت وطول رحلة العمر.....
لذلك حينما تسطع (الطيبة) ضوءا... وتلمع في
العيون بريقا من المحبة لا ان تكون في موضع الحسد ومجهر الكشف عن عيوب الذين
نتعايش معهم... فهذه (النعم) التي اغرقها الله على بني البشر من الضروري ان تلزمنا
الحجة بأنها وجدت من اجل التجانس وبث روح المحبة والإخلاص للواجب فبماذا تنفع
دساتير وتعليم القيم الأخلاقية ان لم نجسدها بالتعامل اليومي مع الناس دعونا نفرق
في بحور الطيبة بدلا من غرقنا في تفاهات النفاق والتعالي على الاخرين... فالكبرياء
الزائفة عمرها ما أوصلت الانسان الى مشارف
الاحترام له من قبل الناس وان المتكبر كالمرتقي جبلا يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا!.
|