وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم:
بين ظاهر الحياة في الجيل الماضي في عقد العشرينيات من القرن الماضي والجيل
الحاضر فروق كبيرة وبعيدة فنحن لا نعيش اليوم كما عاش الناس قبل مئة سنة وكثير منا
لا يعرف كيف كانت الحياة الثقافية آنذاك؟ وما هي اهتمامات الشباب البغدادي
الثقافية؟ وما هي الصحف والمجلات والكتب التي كانوا يقرأونها والمكتبات التي
يرتادونها؟
يشير البعض من المصادر التاريخية والتراثية بان الصحف والمجلات العراقية
الصادرة في عقد العشرينيات كانت متنوعة باتجاهاتها السينمائية والاجتماعية تحمل
ميول وأفكار أصحابها او احزابها فمنها كانت الصحف المعارضة للاحتلال الإنكليزي
وهذه الصحف كانت تسيطر على اهتمامات اغلب البغداديين لانها كانت تدغدغ احلامهم
الوطنية وامانيهم في نيل الاستقلال ومقاومة الأجنبي المحتل وهناك صحف ومجلات تنحاز
في مواضيعها ومقالات للسلطات الإنكليزية وللحكومة المحلية والبغداديون لا يفضلون
قراءتها
يقول الكاتب التراثي المعروف (عباس البغدادي) في كتابة الموسم (بغداد في العشرينيات)
ان البغاددة كانوا يفضلون قراءة جريدة الاستقلال لعبد الغفور البدوي وجريدة دجلة
لداود الدخيل وجريدة البدايع لداود العجيل وجريدة سليمان الدخيل وذلك لان هذه
الصحف كانت تعارض الحكم البريطاني والحكم المحلي.
ومقالات إبراهيم صالح شكر التي
كانت تهز المجتمع البغدادي ولم يكشف الشباب البغدادي بقراءة الصحف والمجلات فهناك
الكتب الأدبية والتاريخية والطبري والمسعودي وسيرة ابن هشام ومقدمة ابن خلدون وابن
بطوطة او كتاب مقاتل الطالبين...
وهناك كتب حديثة مثل كتاب سلامة موسى ومحمد فريد حديد وشكيب أرسلان وكتب
العبرات والنظرات للمؤلف المصري مصطفى لكفي المنفلوطي وروايات ألف ليلة وليلة
ومجنون ليلى والبؤساء والمسلسلات البوليسية وعن الدوافع المشجعة على قراءة الكتب
أيام زمان فأنها كانت تأتي من تشجيع أولياء الأمور او من المعلمين والمدرسين خاصة
المختصين باللغة العربية والادب والتاريخ او العلوم .... حيث يشجعون الطلبة على
مطالعة الكتب الخارجية (غير المدرسية) من اجل توسيع مداركهم وتوسيع ورفع مستواهم
الثقافي وهناك مكتبة خاصة للكتب الإنكليزية تسمى مكتبة (مكنزي) تقع في شارع الرشيد
خلف بيت لنج وعن طباعة الكتب فان احسن الكتب طباعة كانت تلك الكتب المطبوعة في
مطبعة بولاق او مطبعة الفجالة او عيسى البابي الجلبي وأخيرا مطبعة دار الكتب
المصرية الحومية...
اما المطابع العراقية فقد كانت قليلة النشاط مقارنة بالمطابع المصرية او
المطبعة اليسوعية (الجزويت) في بيروت. |