وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
دفتر الديون هو الاقرب وافضل الحلول
المؤقتة للكثير من ارباب العمل الاسر التي تبحث عن مخرج لمخرجاتها المادية
المتكررة عند نهاية كل شهر حيث يجبر العديد منهم الى الاستدانة من ارباب المحلات
الغذائية حتى موعد صرف الراتب ثم تسديدها اة جزء منها ليعودوا ويستدينوا من جديد
حاجاتهم الغذائية من محل المنطقة وكانهم في دائرة مغلقة تجعلهم لا يستغنون عن دفتر
الديون التابع لصاحب المحل.
من هنا جاء السؤال عند اسباب لجوء
الكثير من المواطنين لفتح حساب للسلف المؤقت هل هو لعدم حسن التعامل مع ميزانية
الاسرة ام هي متطلبات الحياة التي تزيد من مرور الايام؟
توزيع الراتب
وعند استطلاع مراسلنا في الازقة
البسيطة التقى باحدى المواطنات (ام عبدالله) وقالت: بمجرد استلام مرتبي الشهري على
الفور اقوم بتوزيعه على الاسواق مضيفة انهم يكونوا في نهاية الشهر تحت رحمة هذه المحلات على الرغم اننا نحرص على
شراء الضروريات من اسواق الجملة ذاكرة انهم يفتحون حساب الاستدانة بداية ل(الخبز)
والحليب وتدريجيا نضيف بعض الكماليات كالمشروبات الغازية والحلوى موضحة انهم
يتفاجئوون فس اخر الشهر بان الحساب تجاوز سقف (200) الف دينار حتى نكاد نشك بذمة
البائع الى اننا في النهاية نتحمل المسؤولية لاننا فضلنا الكماليات على الساسيات.
فتح الحساب
ويشير ماجد وهو مواطن عراقي اخر حيث
وصاحب محل يقول: نحن نفتح ابواب تسهيل الامر المعيشي للمواطن فالوضع المادي لكثير
منهم لا يسمح بدفع المال مباشرة لسد حاجته
وهذا ما ادلى لشيوع ثقافة فتح حساب لدى البقالات ذاكرة ان ظروف الاقتصادية
الصعبة هي من اجبر الكثير من الاسر المتوسطة الحال ان تبحث عن تلك المحلات حتى وهم
يعلمون فرق الاسعار بين البقالات والسوبر ماركت ولا يوجد حلا الا محاولة معايشة
الاسر للواقع بما هو متوفر لديها من امكانيات وان تلجا الى الديون في حال عدم وجود
المال وان تضطر الى شراء الحاجة وسدها عن طريق الدين.
ضغوط نفسية
ويرى المواطن محمد سلمان ان غلاء
الاسعار ساهم في تفاقم المشاكل المادية عند اسر متوسطة الدخل لتزيد هذه المعاناة
من حجم الضغوط النفسية والاجتماعية، حيث يصل الضغط النفسي ذروته حيث يجد رب العمل
نفسه عاجزا امام طلبات الابناء في ظل اغراءات الشراء بسبب الدعاية التي تعمل على
قدم وساق حتى اصبحت متطلبات الاسرة اليوم من الناحية المادية اكبر من ايراداتها
فلا يعرف الزوجان ماذا يفعلان وهما في الوقت نفسه لا يستطيعان تقليص المصروفات او
زيادة الدخل فتصبح الاستدانة هي الحل الوحيد لسد حاجة المواطن صاحب الدخل الثابت.
على البركة
ويضيف مواطن اخر ( ابو مازن) نحن نعيش
على البركة نملك دخلا كبيرا لكن لا نجيد صرفه بطريقة سليمة تؤمن لنا حياة مستقبلية
افضل مبينا انه: مهما حاول ان يقصد في متطلبات الحياة يفسد التخطيط مضيفا: عادة اجد
نفسي في نهاية الشهر مطالبا بديون كثيرة ليس باستطاعتي تسديدها جميعا.
فشل في الموازنة
وخلال لقاء اخر مع مواطنة اخرى (ام
معب) حيث قالت: ان زوجي ليس له دخل محدود في عمله حيث يجد ارباح طويلة المدى
احيانا لا نستطيع انتظارها لذلك نقوم باستدانه حاجاتنا اليومية للبيت من اكثر من
محل وبفترة غير معلومة تصل احيانا شهرين او اكثر. مضيفة: لا ياتي المبلغ المنتظر
الا وقد استدانينا اضعافه. وقد حاولنا ضبط صرفنا لوضع ميزانية بين ما نكسبه من
المال وما نستدينه لكن نتفاجا كل يوم بالتجديد من الطلبات التي لا تنتهي مشيرة الى
انها كثيرا ما نلجا الى السلف ارضاءا لابناءنا وسد حاجتهم.
دور الزوجة
المواطنة ام علاء تقول: ان الزوجة لها
الدور الكبير في استقرار ميزانية البيت وخاصة عند غلاء اسعار البضائع في الاسواق
وان هذه البضائع بغلاءها مهم جدا معرفتها تتفق مع وارد زوجي ام لا.
فالحياة كما يقولون نحن ليست كما نريد
بل نحن بما نجد موضحة ان الزوجة بما اذا اعتادت اعتماد هذا هذا الاسلوب فلد يضطر
زوجها الاستدانة.
معادلة مستحيلة
وقول المواطنة ندى وهي معلمة حيث قالت: جميعنا
نطمح بوضع معشي افضل ولكن مقولة اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب تشكي حالة
الجميع فعندما ترجح كفة الكماليات على الاساسيات الضرورية تصبح المادة مستحيلة مع
اقتاد متدهور وميزانية ينقصها التخطيط المسبق. مضيفة ندى: ان الحل هو الالتزام
بالتخطيط والابتعاد عن مغريات الكماليات مع وضع الدفع المقدم لجميع الاحتياجات
الضرورية خلال الشهر وعدم تاجيله، لافته الى انها تسعى كثيرا الى ارضاء ابناءها مع
ذلك فانها غالبا لا تستطيع تلبية رغباتهم في المحاولة الى توفير ما يكفي من الراتب
الى اخر الشهر.
مطالب لا تنتهي
رغم ان منيرة تتقاضى وهي المواطنة
يتقاضى زوجها راتبا شهريا الا انها لا تتعامل بالدين حيث تقول لدينا اربعة اولاد
مطالبهم لا تنتهي مهما حاولنا توفير مهما حاولنا التوفير بالاضافة الى الاسقاط
طويل المدى والتي تاخذ نصف مرتباتنا مضيفة ان كل من حولنا يستغرب كثيرا من عدم
امتلاكنا لمنزل رغم ان كلانا موظفان والسبب ان لدينا اكثر من حساب في الاسواق
مشيرة الى ان الراتب ياتي من هنا يوزع يقسم من ويقسم من جهه الاخرى فلا غرابة
عندما نقول بعد ثمانية ايام من استلامنا الرواتب نباشر بالاستدانة.
شراء الجملة
وتضيف المواطنة ليلى: لا احبذ تفتح
حساب لي عند احب محل الاسواق لان ذلك باب يعب قفله حيث يتمادى الصغار في اخذ
احتياجات من غير الضرورية ظنا منهم انها ذا مبالغ بسيطة مبتعدين عن تراكمها التي
ترهق الدخل الشهري او الاسبوعي او اليومي للعائلة. مضيفة: انها تفضل شراء حاجات
بيتها نقدا وليس دينا وهذا ينبه ان المبلغ بمحفظتها لم يرف الا بالحاجات الضرورية
وهي المحددة المبلغ.
لا يجدي نفعا
ان ترتيب المصروفات وترتيب الاولويات
وتنظيم المصروفات وخفض الانفاق الاستهلاكي قد يجري نفعا مع اولائك الذي يقل دخلهم
الشهري عن توفير مشترياتهم الاساسية اذا ما اضفنا اليه المصروفات الثابتة مثل
الكهرباء والهواتف واحيانا الايجار الشهري لافتا الى ان تحمل الديون امرا مؤلما
وعدم قدرة رب الاسرة على توفير حاجات افراد استرته الضرورية اكثر ايلاما مؤكدا على
ان اكثر ايلاما واكثر المديونين يقدموا على ذلك لولا الحاجة الماسة واستثني هنا
بعض المدمنين على الاستدانة لاسباب غير مقنعه ومقبولة ذاكرا ان مديونية المشتريات
تتسبب في الضغط النفسي على رب الاسرة وقد تسبب في الايذاء النفسي للاطفال الذين
يقوموا بالتعامل بالدين نيابة عن ذويهم وانها عادات سيئة بسبب ذلك ما يجعلها
ملازمة لهم طول حياتهم. مشيرة الى ان ثقافة التعامل التجاري بين الذي يعطي وياخذ
تتحول مع مرور الوقت الى دزء من مكونات شخصية الفرد وهو ما يجب ان ينتبه اليه
الاباء والامهات. |