وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
في بلد غني مثل العراق يسبح على بحيرة من النفط ولكن للأسف بسفن وقوارب
يقودها بعض المفسدين ليس غريبا ان ترى العجائب والمفارقات في حياة الناس ومستوى
معيشتهم ففيما يتخم البعض بالأموال والمناصب التي تباع بسوق النخاسة علنا يقع
اخرون في حبل المتاجرة ببيع النفس واهانتها بباخس الاثمان واهدار الكرامة بخلق
أنواع الكتب والخداع لكي يأخذوا ما يأخذوا من الاخرين بما يسمونه صدقات.
والعراقيون كرماء برغم الحاجة ولكنهم في هذه القضية منقسمون فيما يتعلق
بالعطية للذين نجدهم في الشوارع وأماكن (الترفك لايت) وفي بعض منعطفات الشوارع
صباحا ومساءا فمنهم من يقول انا اعطي لمن يريد المساعدة بغض النظر عن احتياجه
الفعلي ام لا فيما يرى اخرون ان الاثار المترتبة على تفشي ظاهرة التسول وامتهانها
من قبل البعض هي استمرار في ظاهرة البطالة
وتفضي الى الجريمة أحيانا لانهم يحصلون على المال بغاية السهولة وبدون مشقة
وهذا مدعاة لصرفها في الشهوات وفي
هذا الشأن يقول (( أبو احمد 45 عاما)) وهو يعمل في الاعمال الحرة: انا اعطي لمن أشاهده
ما مكنني الله وليس من حقي ان أطالب بالمستمسكات الأربعة وصورة قيد للمحتاج او السائل فلا المبلغ الذي
اعطي يستحق ولا هو مجبور على ذلك بينما تقول ((سوزان العبيدي)) وهي تعمل صحفية في
احدى المؤسسات انا اخرج يوميا في الصباح وتعلمت ان اعطي لمن اجده في الطريق ولو
مبلغ بسيط وذلك لان على يقين ان الصدقة حتى وان كانت قليلة فانها تدفع البلاء وما
اكثره في حياتنا سواء الصحفية او الاجتماعية وليس من حقي ان استفسر عن حالة السائل
الحقيقية صحيح اني لا اشجع التسول ولا اقبل بها ان تصبح ظاهرة يوميا فانها غير
حضارية ولكن اذا سالك احدهم وانت ميسور الحال فلا باس ان تعطيه واستدركت قائلة قد
نسمع ان بعض المتسولون يؤجرون بعض المناطق ولا يسمحون ان يأتي فقير من هؤلاء
الفقراء ومشكلة المشاكل ان بعضهم ربما
يجنده بعض الإرهابيين للتجسس فكم من سمعنا بان رجلا فقيرا تم تفخيخه بغيران
يعلم ان اعطوه مبالغ من الأموال وأوضح المشكلة كبيرة وتحتاج وقفة مثلها ومعالجات وليس
مناشدات وهي لا تليق ببلد مثل العراق ينعم بخيرات حباها الله لنا لكي نعبده ونشكره
ونحس بها احوالنا الاجتماعية وبناء بلدنا بأجمل ما يكون. |