وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم فريد هلال ,,
في ظلمةِ الليلِ، تتلاشى الفروقاتُ بينَ الألوانِ، فيصبحُ الأبيضُ كغيرهِ، لا وضوحَ فيهِ ولا اختلافَ. وهكذا، من لا يرى الفارقَ بينَ النورِ والظلِّ، بينَ العدلِ والظلمِ، لا يمكنه أن يتخذَ قرارًا صائبًا، بل يكونُ حكمهُ بلا تمييزٍ، وقرارهُ بلا حقٍ.
وهذا ما نراهُ اليومَ في القضايا العادلةِ، وعلى رأسِها قضيةُ فلسطينِ، حيثُ يقفُ البعضُ في عتمةِ الإدراكِ، غيرَ قادرينَ على التمييزِ بينَ الحقِ المسلَّمِ بهِ والباطلِ المفروضِ بالقوةِ. كيفَ يمكنُ لمن لا يفرّقُ بينَ النورِ والظلامِ أن يحكمَ بالعدلِ؟ كيفَ لمن يرى المعتديَ والمعتدى عليهِ بعينٍ واحدةٍ أن يزنَ الأمورَ بميزانِ الحقِّ؟
إنَّ القراراتِ التي تُتَّخذُ دونَ تمييزٍ بينَ الأبيضِ والأسودِ، بينَ الظالمِ والمظلومِ، هي قراراتٌ عمياءُ، لا تستندُ إلى الإنصافِ، بل إلى المصالحِ والضغوطِ. وكما أنَّ الأمهقَ لا يرى الفارقَ بينَ الألوانِ في الليلِ، فإنَّ بعضَ القادةِ والساسةِ لا يميزونَ بينَ الحقوقِ الواضحةِ والانتهاكاتِ الصارخةِ، فيغرقونَ في ضبابيةٍ تمنعهم من اتخاذِ موقفٍ منصفٍ.
لكنَّ مهما اشتدَّ الظلامُ، فإنَّ الحقَّ لا يُطمَسُ، والنورَ لا يختفي، وسيظلُّ الأبيضُ ناصعًا، مهما حاولوا طمسه، وسيظلُّ صوتُ العدلِ أعلى من كلِّ قرارٍ بلا تمييزٍ. |
جميـع الحقوق محفوظـة © www.Ina-Iraq.net 2015