وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
في المدينة الجنوبية البصرة المتاخرة لسواحل الخليج العربي برز لون فني
جديد عرف فيما بعد باسم (فن الخشابة) بداية هذا اللون من الفنون الشعبية كان في
الثلاثينيات القرن الماضي تحديدا في قضائي الزبير وابي الخصيب وناحية الفاو كذلك
في مركز المدينة عرفت فرق الخشابة آنذاك (بالشدات) وهي مجموعة من الفنانين لا
يتجاوز عددها خمسة عشر فردا توزعت فيما بينهم المهام تسمى كل منها باسم الشخص
المسؤول عنها ابرزها من قارئ مقام واحد او اثنان ومغنى (بستات) وتكون قبل الفصل
وهي اغنية خفيفة وتعد بمثابة الاستعداد للأغنية ومن (كاسور) أي الشخص الذي يكون
الحاكم بأمر الإيقاع ومن (لوازين) وهي القاعدة التي يعتمد عليها الكاسور وتضم كل
شدة (جاووش) واحد وهو الشخص الذي يكون
بمثابة المحرك الرئيسي للفرقة ومجموعة (صوافيق) أي أولئك الذين يقومون التصفيق
بايديهم وبعض الفرق كانت تضم بين أعضاءها (راقصين) ولا يتعدى حدود مشاركات
(الشدات) حفلات الاعراس التي تقام في مختلف مناطق البصرة ليالي الجمعة تأسست اول
فرقة (الخشابة) بقيادة الفنان سعد اليابس بداية السبعينيات القرن الماضي وأول الة موسيقية
استعملتها فرق (شدات) الخشابة الدنابك وهي على نوعين احدهما كبير الحجم يسمى
المراوس وتصنع الدنابك من (الطين الحري) المفخور يضاف لها أنواع محددة من الجلود
مثل جلد الغنم وجلد الارنب وجلد غشاء قلب العجول وذلك لكبر حجمه كذلك جلد البقر
وهو مخصص لطبل (المرواس) ثم أدخلت بعض (الشدات) قضاء الزبير الة العود كونها تؤدي
أغاني وموشحات في الجلسات التي تقيمها ثم أدخلت بعد ذلك الة الكمان بعد احتراف أعضاؤها
المهنة تم تعيينهم في اول مؤسسة حكومية (دار الثقافة الجماهيرية) التي كان يديرها
ويشرف عليها في ذلك الوقت أبو ناظم الذي عمل أيضا على إضافة فن (الهيوة) الى تشكيل
الفرقة وفي عام 1976 تحول انتماء فرقة
الخشابة من دار الثقافة الجماهيرية الى فرقة الفنون الشعبية المرتبطة بوزارة
الثقافة ومنح دعم الوزارة الفرصة واتسع مشاركاتها لتكون عمان وقطر محطتها الثانية
والثالثة عام 1ذ979 ثم الأردن 1980 والمغرب 1982 فموريتانيا والبحرين 1984 لم
يقتصر حضور ومشاركات فرقة الخشابة البصرية على الدول العربية بل امتدت لتشمل الدول
الاوربية حيث شاركت في الفعاليات والاسابيع الثقافية في العديد من الدول الاوربية
حيث تواجدها في روسيا أعوام 1970 و 1980 و 1986 ولندن 1980 وألمانيا 1984 وبولندا
1085 وكوريا 1987 الا ان المشاركة الأبرز كانت عام 1980 عندما قدمت فاصل من الطرب
الشعبي العراقي (كاسور) ابهر جميع أعضاء الأمم المتحدة لدرجة ان القاعة الرئيسية
ضجت بالتصفيق في إشارة واضحة على اعجابهم بهذا اللون من الفنون الذي لم يسبق لهم
الاستماع اليه من قبل. |