وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
كانت بغداد سور يحيط بها من كل جانب خوفا من اللصوص والفيضان والحيوانات
الشرسة ودجاجات فوق السطوح تتطافر وتبيض وهواة الطيور الزاجل بالسطوح وجمال تسير
بالطرقات تدخل من أبواب بغداد لتبيع وتشتري ما يشاؤون وعرب واكراد وصابئة ويهود
ومسيحيين وإسلام فكل له حيه وزقاقه ورزقه ومراقد تنتشر هنا وهناك مرقد رجل صالح
يترحم عليه الناس وذاك الغزال وهذا الكيلاني وهذا الشريف الرضي والكاظمين الجوادين
وابا حنيفة النعمان ومرقد السهر وردي وجنيد البغدادي ورابعة بنت الشيخ جميل والسيد
ادريس وكنائس بقبابها الدائرية وجوامع بمنائرها ومعابد اليهود والهنود وجن درمة
عثمانيون وتجار إيرانيون وبدو رحل وغرباء من الوية بلاد ما بين النهرين يتعرفون على حياة اهل بغداد الطيبين
فخانات وحمامات قبابها زرقاء وأسواق عامرة
من الصدرية والشورجة وسوق الاقمشة وحي الصفارين والنجارين يصنعون ما يرغبون فهاذا
تابوت راحل
وذاك كاروك قادم وأطفال يلعبون بالطرقات ونهض الوالي مدحت باشا من نومه
فزعا فقرر هدم السور المحيط بالمدينة لأشغال الجن درمة العاطلين عن العمل ونسوة
يعملن وأصحاب الربلات يوصلون المتمكنين لبيوتهم والفقراء يمشون وخير الناس من نفع
الناس تجدها عند كل باب زقاق...
بغداد مدينة يعشقها الجميع...
|