وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم فريد هلال ,,
إلى سَفِيرَةِ الأُمُومَةِ، أُمِّي الحَبِيبَةِ، الَّتِي تَوَشَّحَتْ بِأَرْضِ الجَنَّةِ، أَرْضِ اللَّهِ
أُمِّي الغَالِيَةَ، كَيْفَ أَكْتُبُ لَكِ، وَأَنْتِ الحَرْفُ الأَوَّلُ فِي عُمْرِي، وَأَنْتِ النَّبْضُ الَّذِي عَلَّمَنِي كَيْفَ أَتَنَفَّسُ الحَيَاةَ؟ كَيْفَ أَبْعَثُ بِرِسَالَةٍ إِلَى السَّمَاءِ، حَيْثُ رَحَلْتِ، وَتَرَكْتِ فِي قَلْبِي مِنَ الشَّوْقِ مَا لَا تَسَعُهُ الحُرُوفُ؟
أَمَّاهُ، فِي كُلِّ صَبَاحٍ أَبْحَثُ عَنْ طَيْفِكِ بَيْنَ نَسَمَاتِ الهَوَاءِ، وَفِي كُلِّ مَسَاءِ أَسْتَرِقُ النَّظَرَ نَحْوَ السَّمَاءِ، عَلَّنِي أَلْمَحُ نُورَكِ يُضِيءُ بَيْنَ النُّجُومِ. رَحَلْتِ جَسَدًا، لَكِنَّ رُوحَكِ تَسْكُنُنِي، تَتَجَلَّى فِي دُعَائِي، وَفِي حَنِينِي، وَفِي كُلِّ تَفَاصِيلِ أَيَّامِي.
أُمِّي، يَا سَفِيرَةَ الحَنَانِ فِي قَلْبِي، أَعْلَمُ أَنَّكِ الآنَ فِي أَرْضِ اللَّهِ، فِي دَارِ الخُلُودِ، حَيْثُ لَا وَجَعَ، وَلَا أَلَمَ، وَلَا فِرَاقَ. لَكِنَّ غِيَابَكِ عَلَّمَنِي أَنَّ الحُبَّ لَا يَمُوتُ، وَأَنَّ الأُمَّ تَبْقَى حَيَاةً حَتَّى وَإِنْ سَكَنَ جَسَدُهَا التُّرَابَ.
أَمَّاهُ، إِنْ كُنْتِ تَسْمَعِينَ نَبْضِي، فَاعْلَمِي أَنَّنِي أَدْعُو لَكِ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأُهْدِيكِ كُلَّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ لِقَاؤُنَا فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ، حَيْثُ لَا وَدَاعَ بَعْدَهُ.
نَامِي بِسَلَامٍ، أَيَّتُهَا العَظِيمَةُ، وَكُونِي قَرِيبَةً كَمَا كُنْتِ دَائِمًا، فَأَنْتِ فِي القَلْبِ، وَفِي الرُّوحِ، وَفِي الدُّعَاءِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ.
ابْنُكِ المُحِبّ إِلَى الأَبَدِ، فَرِيدٌ |