وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم/فريد هلال ,,
في صيفٍ لا يُشبه إلا ذاته،
تشرق فيه الشمس كأنها تبعث فينا
الرحلةَ الكبرى،
رحلة تبدأ من السؤال الأول
كيف نصل؟
في كلِّ روحٍ نائمةٍ هدف، وفي كل يقظةٍ
حلم،
لكن الطريق؟
تلك مسافة لا تُقاس بالخطى، بل بعمقِ
الرغبة،
وحرارةِ الإصرار في قلبٍ لا يبرد، مهما
اشتد القيظ.
نحن لا نولد عارفين الطريق،
نحن نولد وفي داخلنا أغنية خفية،
ألحانها من الحلم،
وكلماتها من التعب،
وحين نبدأ بالإنصات لها، نبدأ المسير.
الهدف ليس بعيدًا، بل نحن من نبتعد حين
نفقد الإيمان.
ولذلك...
الفلسفة لا تقول: "أين
الطريق؟"
بل تسأل
"لماذا تسير؟ ومن أجل مَن؟"
ويا له من صيفٍ حين تمشي فيه تحت شمسٍ
تتصبب معها الأحلام،
لكنّك تُكمل،
لأن قلبك لم يُعلن الاستسلام.
في كل لحظةِ إحباطٍ، هناك درس،
وفي كل درس، خطوة،
وفي كل خطوة، نقطة من خارطةٍ اسمها
أنت.
الرحلة نحو الهدف،
أن تعرف متى تصمت،
ومتى تصرخ،
ومتى تنحني لتلتقط روحك من غبار
الطريق،
ثم تتابع،
بكبرياءٍ يشبه شمسَ الصيف
لا تنطفئ.
فلا شيء يقتلنا كأن نحيا بلا هدف،
ولا شيء يُحيينا كأن نلمح الحلم يُلوّح
من بعيد،
ويهمس لنا اقتربت... |