وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, بقلم: فريد هلال ,,
لا أطلبُه من الكثير، ولكن هذا هو الدليل: ضعوا صورتي مبتسمًا على قبري، ليرَها كلُّ من يمرُّ من قربه، فيفرح لأنني أضحك، وأضحك لأنني نجوتُ… ممَّن شوَّهوا الدنيا، وجعلوها ظلامًا وقتَ شروقِ الشمس.
فليقرؤوا وجهي كما يقرؤون كتابًا، ابتسامتي حبرٌ لا يجفُّ، تقول لهم: لا تحزنوا، لقد متُّ حرًّا… لقد عبرتُ، وقلبي ما انكسر.
وإن سألوا: لِمَ يضحكُ ميّتٌ؟ قولوا لهم: كان حيًّا، حتى وهو تحت التراب، لم يعِشْ عبدًا لوجوهٍ زائفة، بل رحل بسيادة النور، حين خافه الظلام.
فلا تبكوا عند قبري، بل اغرسوا وردةً، وقولوا: "هنا إنسانٌ أحبَّ الحياة، فأحبَّته الحياة… حتى بعد الفناء."
هنا ابتسامةٌ لا تموت، هنا ضحكةٌ تسخر من الدموع، هنا قلبٌ انتصر بالصمت، فصار صوته أصدق من الجموع. |