وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال ,,
كَلِمَتانِ يَسِيرَتانِ، كَأَنَّهُمَا
تَسِيرَانِ فِي اتِّجَاهِ هَدَفٍ وَاحِدٍ،
لَكِنَّنِي بَحَثْتُ كَثِيرًا، حَتَّى
وَجَدْتُ بَيْنَهُمَا فِرَاقًا كَبِيرًا...
فِرَاقًا كَأَنَّهُ قُنْبُلَةٌ
تُغَيِّرُ مَعَانِيَ الكَلِمَاتِ.
سَأَلَنِي صَدِيقٌ كَانَ سَابِقًا،
مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً...
سَأَلَنِي بَعْدَمَا مَرَّ مِنْ كُلِّ
حُدُودِ القَلْبِ،
وَعَبَرَ آخِرَ سَيْطَرَةٍ فِيهِ
تُسَمَّى "سَيْطَرَةَ الوَتِينِ".
قَالَ لِي:
"هَلْ كُنْتَ تُحِبُّنِي
سَابِقًا؟"
فَأَجَبْتُهُ:
"نَعَمْ... فَكَيْفَ لَا
أُحِبُّكَ، وَأَنْتَ كُنْتَ صَدِيقِي؟"
ثُمَّ صَمَتُّ قَلِيلًا،
وَقُلْتُ:
"أَمَّا الآنَ؟ فَاعْذِرْنِي...
لَا أُحِبُّكَ، لِأَنَّكَ لَمْ تَعُدْ صَدِيقِي."
حَتَّى وَجْهُهُ تَغَيَّرَ، صَارَ
يُوَزِّعُ أَلْوَانًا لَيْسَتْ جَمِيلَةً،
وَمِنْهَا لَوْنُ الِاصْفِرَارِ...
وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ لَا دَمَ يَصِلُ
إِلَى جُزْئِيَّاتِ كُرَيَّاتِ الدَّمِ الحَمْرَاءِ.
قُلْتُ لَهُ بَعْدَهَا:
"لِمَاذَا تَغَيَّرَتْ جِينَاتُ
وَجْهِكَ؟"
وَبِسُكُوتِهِ...
اسْتَمَرَّ بَيْنَنَا الحَدِيثُ بِلَا
صَوْتٍ.
فَهِمَنِي،
وَقُلْتُ لَهُ مُجَدَّدًا:
"لَا أُحِبُّكَ، لِأَنَّكَ لَسْتَ
صَدِيقِي،
إِنَّمَا... أَعْشَقُكَ، لِأَنَّكَ
أَصْبَحْتَ أَخِي."
فَالحُبُّ يَدْخُلُ مِنْ أَبْوَابِ
المَصَالِحِ،
أَمَّا العِشْقُ...
فَيَدْخُلُ مِنْ أَبْوَابِ الأُخُوَّةِ
الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ،
ضِمْنَ صِلَةِ العَائِلَةِ
الوَاحِدَةِ.
فَمَا الصَّدَاقَةُ إِلَّا نَبْتَةٌ
زَرَعَتْهَا القُلُوبُ،
وَمَا العِشْقُ إِلَّا أَخٌ قَدْ
وَهَبَهُ لَنَا الغُيُوبُ. |