وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فَرِيدٍ هِلَالٍ ,,
سِرْتُ في طَرِيقِ الثَّقَافَةِ
وَالإِعْلَامِ بِكُلِّ شَغَفٍ، أَحْمِلُ قَلَمِي كَأَدَاةِ نُورٍ، وَأَبْحَثُ
بِالْكَلِمَةِ عَنِ الإِنْسَانِ، وَالهُوِيَّةِ، وَالمَعْنَى. لَمْ يَكُنِ
الطَّرِيقُ سَهْلًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ صَادِقًا. وَفِي زَحْمَةِ المَرَاحِلِ،
تَنَقَّلْتُ بَيْنَ مُحَاوَلَاتٍ وَاجْتِهَادَاتٍ، مُؤْمِنًا بِأَنَّ التَّطَوُّرَ
لَيْسَ قَفَزَاتٍ عَشْوَائِيَّةً، بَلْ حَصِيلَةُ تَرَاكُمٍ وَتَجْرِبَةٍ،
وَأَلَمٍ وَأَمَلٍ.
وَلَكِنْ شَاءَ القَدَرُ أَنْ
أُوَاجِهَ الِامْتِحَانَ الأَصْعَبَ.
تَعَرَّضْتُ لِمُحَاوَلَةِ اغْتِيَالٍ
بِسِلَاحٍ كَاتِمٍ، خَمْسُ رَصَاصَاتٍ اسْتَقَرَّتْ فِي جُمْجُمَتِي، فِي
مُحَاوَلَةٍ لِإِسْكَاتِ الصَّوْتِ، وَقَتْلِ الفِكْرَةِ، وَطَمْسِ الحُضُورِ.
فَرِحَ الخَاسِئُونَ حِينَئِذٍ،
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أَصَابُوا الهَدَفَ، وَأَنَّ الصَّوْتَ خَمَدَ، وَأَنَّ
القَلَمَ انْكَسَرَ.
وَلَكِنْ فِي لَحَظَاتٍ وَجِيزَةٍ،
عَلَّمَهُمُ اللهُ أَلَّا يَفْرَحُوا،
فَقَدْ خَابَتْ إِطْلَاقَاتُهُمْ،
وَلَمْ يَكُنِ الهَدَفُ أَنْ أُسْتَشْهَدَ بِأَيْدِيهِمْ.
لَمْ أُخْلَقْ لِأُكْسَرَ، وَلَمْ
أُخْلَقْ لِأَصْمُتَ.
نَهَضْتُ، وَبِقُوَّةِ اللهِ عُدْتُ،
لَا كَمَا كُنْتُ، بَلْ أَصْلَبَ وَأَوْضَحَ.
عُدْتُ لَا لِأَرْوِيَ مَا حَصَلَ
فَحَسْبُ، بَلْ لِأُثْبِتَ أَنَّ مَنْ نَجَا مِنَ المَوْتِ، لَا يَعُودُ كَمَا
كَانَ، بَلْ يَتَحَوَّلُ إِلَى شَاهِدٍ لَا يُشْتَرَى، وَقَلَمٍ لَا يُسَاوَمُ.
اسْتَمَرَّ عَمَلِي فِي الصَّحَافَةِ
وَالإِعْلَامِ، لَا كَوَظِيفَةٍ، بَلْ كَرِسَالَةٍ.
وَالْيَوْمَ، أُوَاصِلُ المَسِيرَةَ
مُحَرِّرًا فِي وَكَالَةِ الأَنْبَاءِ العِرَاقِيَّةِ المُسْتَقِلَّةِ،
أَكْتُبُ لَا لِأَحْكِيَ مَا جَرَى
فَقَطْ، بَلْ لِأَكُونَ جُزْءًا مِمَّا سَيَجْرِي...
أَكُونُ عَيْنًا عَلَى الحَقِيقَةِ،
وَصَوْتًا لِلنَّاسِ، وَقَلْبًا لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ.
أَرْفَعُ رَايَتِي كَمَا كَانَتْ
دَائِمًا:
نَصْرًا مِنَ اللهِ وَفَتْحًا قَرِيبًا.
خَلْفَ سُكُونِي نَارٌ تُصْلَى، فَلَا
تَخْدَعْكُمْ المَظَاهِرُ.
فَرِيدٌ هِلَالٌ |