وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد
هلال ,,
في لحظةٍ لم
يلتفت فيها أحدٌ إلى الأعلى،
أدمعت عيونُ
طيورِ الله في السماء.
منذ متى
والطيور تبكي؟
منذ أن صارت
السماء ميدانًا لصراعٍ بين من يملكون السلاح، ولا يملكون الرحمة.
في الاشتباك
الخفيّ بين "إسرائيل" و"طهران"،
لم تكن الضحية
فقط قواعد عسكرية أو أبراج اتصالات،
بل كانت
الضحية أيضًا أرواحًا لا تُحصى… بينها الطيور.
الطائراتُ
المقاتلة لا تحلّق وحدها،
تمرّ على
أعشاش الطير، على دفء الأغصان،
على جناحٍ كان
يعلّم الصغارَ الطيران نحو الضوء.
لكن لا أحد
يحصي كم من الريش تناثر،
ولا كم من
الطيور اختنقت بالدخان،
أو كم من
السماء صارت مقبرةً معلّقة.
هم لا يرونَ
الطير،
ولا يسمعون
شهقته حين تسقط شجرة زيتون،
ولا يدرجون
اسمه في قوائم الخسائر الجانبية.
لكن الله يرى،
ولا تغيب عن عينه دمعةُ طيرٍ في السماء.
الصراع بين
الدول الكبرى في سماء الشرق الأوسط لم يعد صامتًا،
إنه تصعيدٌ
ناعمٌ وباردٌ حين يُقرأ على الورق،
لكنّه مدوٍ
ومفجعٌ في الحقيقة،
حيث لا تُقصف
المواقع العسكرية وحدها،
بل تُصاب
الأرواح، وتُغتال الحياة اليومية، وتموت الأشياء الصغيرة التي لا يُدافع عنها أحد.
المجال الجوي
بين "إسرائيل" و"إيران"، فوق أراضٍ مثل سوريا ولبنان وغرب
العراق،
صار ساحةً
لتجريب الرسائل النارية.
كل طائرةٍ
تمر، تترك خلفها أثرًا غير مرئي:
فقدان الأمان
في الهواء، ورعبٌ لا يفهمه إلا طائرٌ فرّ مذعورًا من ضوءٍ مفاجئ.
إنه صراع لا
يهمّه من مات، بل ما وصل من الرسالة.
في كل غارة،
يموت صوتُ الطبيعة...
يموت قبل أن
يكتبَ له أحدٌ نعيًا في الجريدة.
وحين يموت
طيرٌ في السماء دون أن يراه أحد،
تختنق السماء
نفسها بالحزن.
من يحبُّ
الطيور؟
من يسمع وجعها
حين تموت بلا صوت، بلا جنازة؟
من يرفعها في قوائم
الضحايا،
أو يعلّق
اسمها على حائطٍ يقول: هنا كانت حياة؟
حين تبكي
الطيور،
فذلك لأن
السماء ضاقت حتى على من خُلقت للطيران.
فريد هلال |