وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فَرِيد هِلَال ,,
لَا أَدْرِي،
مَنِ الأَكْبَرُ؟
عَقْلٌ يُدْهِشُهُ الفِعْلُ،
أَمْ عُيُونُ رِوَايَةٍ
تَشْهَدُ فَصْلًا مِنْ جُنُونِ
البَشَرِيَّةِ؟
مَا جَرَى...
لَا يُفْهَمُ،
وَلَا يُرْوَى.
ضَرْبَةٌ...
اسْتَهْدَفَتْ مُفَاعِلًا نَوَوِيًّا،
فَانْطَلَقَتِ الغَازَاتُ القَاتِلَةُ
كَأَرْوَاحٍ مَطْرُودَةٍ مِنْ
أَجْسَادِهَا،
بِلَا خَارِطَةٍ،
بِلَا ضَمِيرٍ،
تَحْمِلُ المَوْتَ عَلَى أَجْنِحَةِ
الهَوَاءِ.
لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ إِلَى أَيْنَ
المَسِيرُ،
فَالرِّيحُ لَا تَعْتَرِفُ بِالحُدُودِ،
وَلَا تَسْأَلُ عَنْ جِنْسِيَّةِ
الأَطْفَالِ الَّذِينَ سَتَخْنُقُهُمْ فِي نَوْمِهِمْ.
فَمَنْ المَسْؤُولُ؟
حُكُومَةٌ أَرَادَتْ أَنْ تُثْبِتَ
أَنَّهَا الأَقْوَى،
فَأَفْلَتَتْ شَبَحًا
لَا يُرَى...
وَلَا يُرْحَمُ.
وَالمَأْسَاةُ؟
أَنَّ العَيْبَ لَيْسَ فِي الهَوَاءِ،
وَلَا فِي التَّفَاعُلِ،
وَلَا فِي الجَبَلِ الَّذِي صَمَتَ
طَوِيلًا لِيَحْمِينَا.
الجَبَلُ خَزَنَ الغَازَاتِ
القَاتِلَةَ فِي صَدْرِهِ،
صَخْرُهُ تَصَدَّعَ،
وَتُرَابُهُ اخْتَنَقَ،
لِيَعِيشَ النَّاسُ.
وَلَكِنَّ النَّاسَ هُمْ مَنْ خَانُوا التُّرَابَ،
خَانُوا الصَّخْرَ،
خَانُوا أَنْفُسَهُمْ.
قُلْ لِي...
مَنْ المُسْتَفِيدُ مِنْ قَتْلِ
النَّاسِ؟
طِفْلٌ
يَنَامُ فِي حِضْنِ أُمِّهِ،
يَحْلُمُ بِلُعْبَةٍ صَغِيرَةٍ،
بِمَدْرَسَةٍ لَا تَقْصِفُهَا
الصَّوَارِيخُ.
وَآخَرُ
يَحْمِلُ حَقِيبَتَهُ صَبَاحًا
لِيَتَعَلَّمَ الحُرُوفَ،
وَيَكْتُبَ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيهِ
الغَدُ.
فَتَاةٌ
تَنْتَظِرُ مَنْ تُحِبُّ عَلَى
عَتَبَةِ الوَقْتِ.
وَأُمٌّ
تُهَيِّئُ الطَّعَامَ،
كَيْ تَسْتَمِرَّ الحَيَاةُ…
فَمَنْ المُسْتَفِيدُ
مِنْ كُلِّ هَذَا المَوْتِ؟
(كَتَبْتُهُ وَأَنَا أَسْتَنْشِقُ
الخَوْفَ مِنْ هَوَاءٍ لَا يُرَى، وَأَبْحَثُ عَنْ ضَوْءٍ فِي رَمَادِ بَشَرٍ)
فَرِيد هِلَال
22 حَزِيرَان 2025 |