وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, في لحظة قد تُغيّر شكل الإنترنت كما نعرفها، أطلقت شركة OpenAI منذ أيام قليلة، متصفحها الجديد ChatGPT Atlas، المُصمم ليكون أكثر من مجرد منصة تصفّح وبحث، بل بوابة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تضع المستخدم في قلب تجربة رقمية تفاعلية ويُنظر إلى إطلاق مُتصفّح ChatGPT Atlas كأكثر محاولات OpenAI طموحاً حتى الآن، لاختراق قلب الإنترنت نفسه، في تحدٍ مباشرٍ لعمالقة التكنولوجيا مثل Google وMicrosoft وApple، الذين احتكروا تجربة التصفّح لعقود. ويوفّر ChatGPT Atlas تجربة تصفّح أكثر تخصيصاً، ففي كل مرة يزور فيها المستخدم موقعاً إلكترونياً داخل المتصفّح، سيظهر له خيار "اسأل ChatGPT" الذي يسمح له بالتفاعل مع محتوى الصفحة، فعلى سبيل المثال، وعند بحث المستخدم عن فيلم معيّن عبر ChatGPT Atlas، يمكنه الطلب من ChatGPT أن يقوم بتلخيص المراجعات المتعلقة بالفيلم لقرأتها بسرعة، حيث يتم كل ذلك مباشرة داخل المُتصفّح، دون الحاجة للنسخ واللصق أو التنقل بين الصفحات. وبحسب المعلومات التي وفّرتها OpenAI، فإن "مهمة مُتصفّح ChatGPT Atlas لا تنحصر بمساعدة المستخدمين في عمليات البحث، بل يمكنه أيضاً إنجاز المهام نيابةً عنهم من خلال ميزة وضع الوكيل أو Agent Mode. فمثلاً، في حال كنت تخطط لإقامة حفل عشاء ولديك وصفة طعام معينة في ذهنك، ولكنك لا تملك الوقت للبحث عن المكونات أو ترتيب الطلبات بنفسك، فإن كل ما عليك فعله هو تزويد ChatGPT Atlas بالوصفة، ليقوم هو بالبحث عن متجر البقالة المناسب، وإضافة المكونات المطلوبة إلى سلة التسوق، ثم إتمام عملية الطلب حتى تصل إلى باب منزلك". أما على صعيد العمل، فيمكن لميزة Agent Mode في ChatGPT Atlas فتح المستندات وقراءتها وإجراء تحليلات، إضافة إلى القيام بأبحاث جديدة، وتقديم ملخصات شاملة بسرعة وسهولة، وما يعزز من فعالية ميزة Agent Modeفي ChatGPT Atlas هو أن المُتصفّح قادر وفي حال أراد المستخدم ذلك، على الاحتفاظ بذاكرة المهام السابقة التي تم تكليفه بها، مما يتيح الاستفادة من التفاصيل المخزنة لإتمام المهام الجديدة بكفاءة أعلى". ولفتت OpenAI إلى أنها "تعمل بشكل مستمر على تحسين موثوقية ميزة وضع الوكيل في Atlas، وزيادة دقة تنفيذها للمهام المعقدة، مع تطوير آليات حماية إضافية للتصدي للتعليمات الخبيثة، وضمان أن يبقى الوكيل تحت السيطرة الآمنة للمستخدم، بما يعزز الأمان والكفاءة في بيئة العمل الرقمية". كما يمكن للمستخدمين منع المُتصفّح من استخدام بياناتهم والتدرّب عليها، إذ شددت OpenAI على أن "المستخدم هو من يتحكم بما يراه ويتذكره ChatGPT Atlas"، مشيرة إلى أنه "خلال تفعيل ميزة وضع الوكيل فإن المُتصفّح لن يتمكّن من تنزيل الملفات ولا الوصول إلى تطبيقات أخرى على جهاز الكمبيوتر، كما أن ChatGPT Atlas سيتوقف مؤقتًا للتأكد من أن المستخدم يشاهده وهو يتخذ إجراءات على مواقع حساسة محددة، مثل المؤسسات المالية". وتقول مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من أكسفورد هيلدا معلوف ملكي، بحسب "سكاي نيوز عربية"، إنه ل"ا يمكن النظر إلى إطلاق ChatGPT Atlas كتحديث تقني للمتصفحات، بل كتحوّل في بنية الإنترنت نفسها، فمُتصفّح OpenAI الجديد هو كناية عن منصة يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتوسط فيها، وأن يتخذ عبرها قرارات تنفيذية نيابة عن المستخدم، وهذا يعني أننا انتقلنا من نموذج المُتصفّحات التقليدية القائمة على توفير تجربة البحث والاطلاع على المعلومات، إلى نموذج تنفيذي وتفاعلي يتيح للمُتصفّح وبشكل شبه مستقل القيام بمهام معقدة من التسوق إلى تحليل البيانات والمعلومات". من جهته، يقول المطور التكنولوجي فادي حيمور، بحسب "سكاي نيوز عربية"، إن"ChatGPT Atlas لا يمثل مجرد متصفح جديد، بل خطوة أولى نحو الإنترنت التنفيذي الذكي، ويشكّل تهديداً مباشراً لهيمنة عمالقة المتصفحات مثل Google وMicrosoft، كما يؤثر على إيرادات الإعلانات المبنية على النقرات والبيانات، ومع ذلك تبقى التحديات الأمنية والمخاطر القانونية، المرتبطة بميزة Agent Mode العقبة الكبرى أمام المُتصفّح، فالتكنولوجيا المتقدمة لا تأتي دون مسؤولية، إذ لا يزال أي وكيل ذكي معرّض لارتكاب أخطاء، أو التعرض للاستغلال أثناء تنفيذ المهام، ما يستدعي تطوير بروتوكولات أمان متقدمة وتعزيز التعلم المستمر للذكاء الاصطناعي". ويشدد حيمور على أن "ما نراه اليوم مع إطلاق ChatGPT Atlas ليس سوى البداية، إذ تُمهّد خطوة OpenAI لموجة متسارعة من التحولات في عالم التصفح والذكاء الاصطناعي، فالمرحلة المقبلة ستشهد اندماجاً أعمق للذكاء الاصطناعي داخل المتصفحات، وتوسّعاً في قدرات وضع الوكيل ليشمل مهام أكثر تعقيداً، مما سيضع المستخدم في قلب بيئة إنترنت لم نعرفها من قبل". |