وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, بدأ دونالد ترامب وشي جينبينغ محادثات في كوريا الجنوبية الخميس بهدف التوصل إلى هدنة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأميركي أن بلاده ستستأنف التجارب النووية. وأثنى ترامب على شي ووصفه بأنه "مفاوض قوي للغاية" أثناء مصافحتهما في بوسان وقال "سيكون لدينا تفاهم كبير، لقد كانت لدينا دائما علاقة رائعة". من جهته، قال الرئيس الصيني لنظيره الأميركي إنه رغم أن بلديهما لا يتفقان دائما في وجهات النظر، يجب أن يسعيا لأن يكونا "شريكين وصديقين". وقال شي في بداية المحادثات "يمكن الصين والولايات المتحدة أن تتحملا المسؤولية بشكل مشترك كدولتين عظميين وأن تعملا معا لإنجاز المزيد من الأمور العظيمة والملموسة لصالح بلدينا والعالم". ويحضر الاجتماع عدد من المسؤولين الأميركيين من أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هاورد لوتنيك. ومن الجانب الصيني، يشارك في المحادثات خصوصا وزير الخارجية وانغ يي ووزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس مجلس الدولة هي ليفنغ. وأدت تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة بشأن تجارب الأسلحة النووية إلى توسيع نطاق محادثاته مع شي. فقبل بدء الاجتماع في بوسان، صرح ترامب بأنه وجّه وزارة الدفاع "ببدء اختبار" الأسلحة النووية الأميركية، بعدما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق الأربعاء إن موسكو أجرت بنجاح اختبار مسيّرة روسية تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، في تحد لتحذيرات واشنطن. وكتب ترامب على منصته تروث سوشل أن الولايات المتحدة تملك أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، مضيفا أن "روسيا تأتي في المرتبة الثانية، والصين في المرتبة الثالثة بفارق كبير، لكنهما ستكونان متساويتين خلال خمس سنوات". وبحسب "نشرة علماء الذرة" أجريت الصين آخر تجربة نووية عام 1990. أما آخر تجربة أميركية فكانت عام 1992 وروسية عام 1990. أما أحدث تجربة نووية فأجرتها كوريا الشمالية عام 2017. وقد أدى النزاع بين الصين والولايات المتحدة والذي يشمل كل شيء من المعادن النادرة إلى فول الصويا ورسوم الموانئ، إلى زعزعة الأسواق وشلل سلاسل التوريد لأشهر. وعقب محادثات تحضيرية مثمرة أجراها مفاوضون من الطرفين، قال ترامب الأربعاء وهو في طريقه إلى كوريا الجنوبية، إن "الكثير من المشكلات ستحل". وأضاف "كنا نتحدث معهم... أعتقد أننا سنحصل على نتيجة جيدة جدا لبلدنا وللعالم". لكن وزارة الخارجية الصينية كانت أكثر حذرا وقالت إن شي وترامب سيجريان محادثات "معمقة" حول "القضايا الرئيسية". وقال الناطق باسم الوزارة غوه جياكون "نحن على استعداد للعمل مع الجانب الأميركي لضمان أن يسفر هذا الاجتماع عن نتائج إيجابية ويقدم توجيهات جديدة ويضخ زخما جديدا في التنمية المستقرة للعلاقات الصينية الأميركية". وأشار ترامب إلى أن الاتفاق سيتضمن خفض الرسوم الجمركية بنسبة 20% على السلع الصينية المتعلقة بالفنتانيل الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف من الأميركيين. ومن القضايا المهمة أيضا بالنسبة إلى ترامب هو ما إذا كانت الصين ستستأنف شراء فول الصويا الأميركي. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بعد المحادثات التمهيدية في ماليزيا إن بكين وافقت على عمليات شراء "كبيرة". كذلك، تتمثل إحدى القضايا الكبرى الأخرى بالضوابط التي فرضتها الصين على تصدير المعادن النادرة هذا الشهر. وتتمتع بكين باحتكار على هذه المواد التي تعد أساسية للمكونات الإلكترونية المتطورة. وقال يوي سو من "ذي إيكونومست إنتليجنس يونيت"، "ما زالت هناك العديد من القضايا التي لم تحل بين البلدين، مع الأخذ في الاعتبار مدى تعقيد العلاقات التجارية بينهما وحجمها". وأضاف لوكالة فرانس برس إن الاتفاق قد يسفر عن "إلغاء رسوم الموانئ على السفن أو رفع بعض الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل" من الجانب الأميركي "وفي المقابل، قد توافق الصين على شراء المزيد من السلع الأميركية لإظهار حسن نية". |