وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,,, حذرت وزيرة الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية، سُلَيمى إسحق، يوم الاثنين، من أن العنف الجنسي في السودان وصل إلى مستويات غير مسبوقة، لا سيما في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، وسط استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وكشفت الوزيرة في تصريحات لقناة "العربية/الحدث" السعودية، عن توثيق عشرات حالات العنف الجنسي والانتهاكات الجسيمة التي تعرّضت لها النساء في الفاشر ومناطق أخرى بدارفور، مؤكدة أن الأرقام المعلنة تمثل جزءًا بسيطًا من الحجم الحقيقي للانتهاكات بسبب صعوبة الوصول وانهيار الخدمات في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وأوضحت إسحق أن بعض الضحايا تعرضن للتعذيب والانتهاكات الجنسية قبل قتلهن، مشيرة إلى أن معظمهن من النساء الناشطات مجتمعياً والمستهدفات بالاسم. كما شملت الانتهاكات، وفق الوزيرة، عمليات تفتيش مهين للمناطق الحساسة للنساء أثناء خروجهن من الفاشر عبر طرق طويلة، وهي ممارسات وصفتها الوزيرة بأنها ممنهجة ومتكررة على نحو مشابه لما جرى في مدينة الجنينة. وأكدت الوزيرة وجود حالات اختطاف لنساء وفتيات، بعضها استُخدم في عمليات فدية، بينما لا تزال حالات أخرى مجهولة المصير، مضيفة أن العنف الجنسي أصبح مرتبطًا أيضًا بعمليات الاختطاف والاتجار بالنساء في بعض المناطق. ولفتت إسحق إلى أن وزارتها تعمل مع مفوضية حقوق الإنسان وجهات أممية على تبادل التقارير وتقديم الدعم للناجيات، إلى جانب تدريب كوادر مجتمعية على التوثيق في ظل صعوبة التوثيق القانوني خلال الحرب، مع التأكيد على أهمية الأركان السرية داخل المستشفيات لاستقبال الناجيات وضمان السرية وسرعة العلاج. وقالت الوزيرة إن التوثيق في مناطق سيطرة الدعم السريع يعرض الكوادر الصحية للخطر، مشددة على أن الأولوية هي إنقاذ الضحايا ومعالجتهن قبل تدوين التفاصيل القانونية. وأكدت أن العنف الجنسي المستخدم في الحرب يرتبط في بعض المناطق بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وأن معظم الحقائق الكاملة لن تظهر إلا بعد توقف القتال وإمكانية الوصول الكامل للمناطق المنكوبة. يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025 على الفاشر، وسط نزوح أكثر من 100 ألف مدني، مع توالي شهادات تحدثت عن "إعدامات جماعية ميدانية وعنف جنسي ونهب". كما أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 100 ألف مدني فرّوا من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى حوالي 40 ألف نازح من شمال كردفان. وكانت قوات الدعم السريع قد أقرت بوجود بعض المخالفات في الفاشر، مؤكدة تشكيل لجنة لمحاسبة المتورطين. |