29/03/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
تحقيق عالمي :
تحقيق عالمي :
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الأنباء العراقية المستقة متابعة ,, 

أقرأ أو اكتب و أنظر الى أزهار الصبار في النهار

و الى النجوم في الليل

الكاتب الهولندي كيتس نوتبوم الحاضر الأبدي في قوائم ترشيحات نوبل

كان كيتس نوتبوم , البالغ من العمر90عام تقريبا , يسافر حول العالم كبدوي رحال طوال حياته. من المعابد في الجبال اليابانية , الى غابات بوليفيا الى متاهات البندقية مع دفتر صغير في جيبه لتدوين الملاحظات .

 " الحياة ذهابا و ايابا وفي كل مكان " . في الاشهر القليلة الماضية ,  كان يقيم مع حبيبته , المصورة سيمون ساسين , في منزلهما  في سان لويس بجزيرة مايوركا الاسبانية . انه  بمثابة استوديو مطلي باللون الابيض يطل على حديقة  خلف جدار من الحجارة المكدسة . انه قريب من البحر , على الرغم من أنه يتكوم قليلا على الصخور الوعرة الممتدة تحت برج المراقبة العربي القديم .

 اذن أنت هنا تتناثر الأمواج من حولك على الصخور و يرتفع جدار من الرغوة أمامك. انك تنسحب أكثر و أكثر الى مايوركا !

انه مكان خفي .أقرأ و أكتب و أنظر الى أزهار الصبار في النهار و الى النجوم في الليل من بين جميع أصدقائي ( شاعر اسباني ) هو الوحيد الذي جاء لرؤيتي . لقد زرعنا معا نخلتين في الحديقة  و قد وثقنا ذلك بصورة عندما كانتا - النخلتان -  بحجم الكف ,  و في الأعوام اللاحقة وصلتا الى ركبتينا . كان ذلك قبل 50 عاما . الآن هما هناك كما ترى, باسقتان و تتعلقان في السماء .انها أشياء غريبة تحدث في حياتنا .

لقد عاد كيتس نوتبوم الى منزله  في أمستردام  قبل يومين . انه منزل يطل على القناة يعود الى العام 1734 , حيث تمتد السلالم  من طابق ضيق الى آخر , و ترتصف الكتب على الأرض مثل صفوف الدومينو . يشير بيده و يقول : " هؤلاء هم آبائي , في الشعر" والاس ستيفنز , سيزار فاليجو , أوجينيو مونتالي و أودين . ولا تنسى سلورهوف , الذي تعرفت بسببه على التجول . و نايهوف , الذي لو كان قد كتب بالإنكليزية لكان ذائع الصيت على مستوى العالم .

بإمكانك أن ترى على الحائط أعمال أصدقائه من الرسامين : يسبرانت و لوسبيرت و ماكس نيومانو جين فانريت . و في زاوية من الصالة , يعلق رسم بورتريت هوجو كلوز لواتر بنيامين . حيث يستقر صليب في وجه الفيلسوف . " انها علامة الموت ؟"  يقول نوتبوم كشاعر شاب , طالما كنت تحت وطأة الموت , كما يتضح من معظم أعمالك . بإمكانك التعثر بكلمة " موت  " أينما قرأت لي .( يضحك )  . بدأ الأمر بعنوان مجموعتي الاولى : " الموتى يبحثون عن منزل " . لم يعد لدي هذا الانشغال. أنا عجوز الآن معتاد على فكرة ان دوري سيأتي ببطيء . بالطبع أنت لا تعرف أبدا كيف ستشعرعندما يحين الوقت ,  لكن بصراحة ,  هذا ليس قلقي . ما زلت أتشبث بالكلمات الأخيرة لأندريه مالرو , الذي زرت قبره مع سيمون : " لم أكن أعرف أن الأمر بهذه السهولة " .

·      لماذا  اصدار أعمالك المتفرقة الآن في كتاب تجاوز  656 صفحة ؟

لقد ظللت أؤجله باستمرار , لأنني اعتقدت دائما  سيكون هناك شيء جديد آخر . و السبب هو أن المجلد الحادي عشر من أعمالي المجمعة كان قد ظهر في ألمانيا في العام  2016 .كما تعلم , لم يظهر لي أي عمل مجمع في هولندا , و معظم مجاميعي الشعرية قد نفدت . لهذا السبب حان الوقت . من الرائع رؤية الشعر كله معا في كتاب واحد .

·      لقد أعدت ترتيب المجاميع عكسيا فوضعت في المقدمة قصائدك الجديدة بينما وضعت "  الموتى يبحثون عن منزل " في الأخير ! أعتقد أنما نكتبه الآن هو المهم . عند تجميع المجموعات كنت أميل الى حذف أقدم القصائد .

·      لكن لماذا يحذف رجل يبلغ من العمر 89 عام قصائد زميل شاب يبلغ من العمر 22 عام , على الرغم أنه يحمل الاسم نفسه ؟ الاحراج من البراءة الواضحة , و الاقتقار الى الدراية , و الشعور بالعار من الرؤية الفرويدية  المحتملة  لبعض القصائد القديمة التي لم اكن على علم بها في ذلك الوقت.

تركتها كلها . هذا يوضح كيف تطورت و كيف أصبحت السنوات عمرا .في يومياتك التي تبلغ 533 يوم كتبت : "  يأتي عصر تعرف فيه موتى أكثر من الأحياء " .

نعم  لقد مات هوجو و هانس و هاري و ريمكو , و الآن أنا أيضا قريبا . لقد أهديت مجموعتك " الصداقة القديمة " لا تصدأ " . الى صديقك الراحل ريمكو . ما الذي ربطكما ؟

نحن صبيان من لاهاي . توفي والدي في العام 1945 بعد قصف بيزويدنهاوند. و قبل ذلك ببضع سنوات , طلق والدتي و انتقل للعيش مع "فتاتنا", كما كان يطلق عليها آنذاك .

ثم جاء شتاء الجوع . فأرسلني الى والدتي في فينلو , حيث كان ريمكوأيضا مقيما , على الرغم من أننا لم نرى بعضنا أبدا هناك . لكن يربطنا ماض مشترك , الحرب , الآباء الأموات ,  و غيرها من المشتركات .

·      ماذا شكلت لديك الحرب ؟

ما زلت أتذكرعندما دخل الألمان لاهاي .  كانو يمشون في صفوف منتظمة تتقدمهم دبابة . هذه الصور تستمر بالعودة الى ذاكرتي .أخبرني هانز فان ميرلو ( صديق طفولة الشاعر ) أنه عندما كان طفلا يبلغ من العمر 8 سنوات , جلس في الجزء الخلفي من السيارة مع والديه . كانت الاسرة قد فرت من روتردام و عادت بعد أيام  في شهر آيار / مايو من العام 1940.

كان والده خلف عجلة القيادة . أشارت والدته الى مسيرة الجنود الألمان و قالت بإعجاب  نوعا ما : " يا له من التزام بالنظام" . و بينما كان يقود سيارته وسط أنقاظ ما كان ذات يوم روتردام , قال الأب فان مييرلو : " يا له من شعور بالنظام " . غالبا ما تفاجئك ذاكرتك . قلت ذات مرة بأن الذاكرة هي كلب يرقد حيث يشاء و يقفز متى يشاء " !

هذه  هي الطريقة التي يعرف بها البدو . و هكذا ترى مدى غرابة عمل الذاكرة . في عائلتي , على أي حال .  أحيانا أتساءل عن ما اذا كنت أنا نفسي  هناك من قبل .

 

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=95169
عدد المشـاهدات 424   تاريخ الإضافـة 15/03/2023 - 10:31   آخـر تحديـث 26/03/2024 - 03:37   رقم المحتـوى 95169
 
محتـويات مشـابهة
جنرال ألماني متقاعد: أوكرانيا لا تملك إمكانات عسكرية كافية لتحقيق الانتصار
انخفاض أسعار النفط في التعاملات العالمية المبكرة
رئيس مجلس القضاء الأعلى يستقبل رئيس فريق التحقيق الدولي الخاص
الصادرات الروسية تهوي بأسعار النفط عالميا
ثقيل ومتوسط البصرة يرتفعان رغم انخفاض أسعار النفط عالميًا
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا