وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,, 

هل لا زال البعير على التل ؟

تحقيق : بلقيس الجبوري

التقيت برحلتي المدرسية التي فارقتها منذ اكثر من عشرون عاما عند زيارتي لمدرستي الاولى وتحديدا للرحلات المدرسية القديمة حيث رأيت رحلتي التي كنت قد جلست عليها ولقد عرفتني هذه الرحلة ودار هذا الحديث بيننا  . قالت لي والله كبرنا على العمر ... ولقد غزانا الشيب وتغيرت  معها ملامح وجهي الجميل من فتاة الى امراءة ناظجة

قلت لها هذه سنة الحياة وعوامل تقدم العمر سالتني كيف حال الدار والدور ؟

قلت لها لا دار ولا دور والبعض هجرها ليعبر  المحيطات بحثا عن الأمان والأطمنان

قالت وهل لا زال البعير على التل ؟ قلت لا فقد تشتت القطيع وازيح قدوري ليحل محله البدري والصدري والدعوجي والكردي  

قالت اذا كيف اصبحتم ؟

قلت لها كرقيق على شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريع اجمعوه

قالت وما هي اخبار المهندس هل لا زال صغيرا  ويلهوا بقطعته

قلت لا اصبح كبيرا ويريد حشدنا المقدس واليوم يلهو بدخان البنادق وازير الرصاص والتراب المتناثر على الملابس

قالت طمني عن خالد هل لا زال تائها في الغابة ؟

قالت اذا اين ذهب ؟

قلت انه هناك يتسكع في شوارع لندن  وازقتها ومعه ملايين الدولارات من حقوق الشعب والفقراء والمساكين

قالت هل معلمي اولادكم كما كان المعلم الفاضل  هشام الحلي والمرحوم اكرم محمود الصبري وعزيز حنش المنصوري بتلك الرتابة  والقيافة والأخلاص والنزاهة

قلت لا لقد لبس المعلمين التيشرتات والجنس والشورتات ولا احد يعرف ربطة العنق كيف تعمل عندها طرفت لبرهة ثم قالت

وما هي اخبار فوزية هل ما زالت تساعد امها ؟

قلت لها قد توفيت منذ ان ذهبت الى السوق لتشتري لأمها بعض الحاجات .

وما سبب الوفاة ؟

قلت لها سيارة مفخخة انفجرت وهيه تسير في الشارع عندها قالت الرحلة المدرسية :

ياليتني لم اكن خشبا واحملكم طيلة هذه السنين يا ليتني كنت حجرا ولم اعرفكم ولم أفكر ما حصل لكم بعد رحيلكم وتخرجكم من المدرسة : وبعد ذلك

عندها فارقتها وانا اردد نحن الشباب لم نعش حياتنا مثل باقي  شباب العالم أجمع له حقوق ومعطيات من الدولة ولنا مكانه بين المجتمع مثل باقي الشباب

تحية لجيل القراءة الخلدونية عيشوا معي اللحظة من الذاكرة