26/04/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
النارنج ضيف خفيف يحمل الخير "لنابل التونسية
النارنج ضيف خفيف يحمل الخير "لنابل التونسية
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم


وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة متابعة ,, 


بحلول فصل الربيع تزدان مدينة نابل شمال شرق تونس بأشجارها الموشحة بحبات الزهر البيضاء فتتحول إلى حديقة كبرى تفوح منها الروائح العطرة، فكل الأزقة والشوارع والساحات أمام المنازل والحدائق الخاصة والعامة لا تخلو من أشجار النارنج التي باتت جزءا من هوية المكان والسكان في المدينة.

والنارنج، أو الزهر كما يسميه أهل المنطقة، شجرة معمرة دائمة الخضرة تنتمي إلى جنس الحمضيات ويصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار وثمارها برتقالية وزهورها بيضاء لها رائحة عطرية فواحة، وفي أواخر شهر مارس آذار وبحلول مايو أيار من كل عام، يغمر عبق النارنج أنحاء محافظة نابل المعروفة أيضا باسم الوطن القبلي في تونس، وتشتهر بصناعة ماء الزهر وتقطيره لاستخراج أثمن ما في الزهور من سوائل مركزة معطرة، يطلق عليها البعض الذهب الشفاف، وتمتد غراسات النارنج بالوطن القبلي على مساحة 480 هكتارا، وهي مساحات متفرقة ومهددة بالاندثار إذ توجد ما بين 50 إلى 60 شجرة نارنج في الحقل، كما بلغ معدل الإنتاج السنوي للنارنج خلال المواسم الخمسة الماضية حوالي 2200 طن أنتجت 1400 كيلوجرام من زيت النيرولي في العام، وزيت النيرولي يستخدم كمادة أساسية في العطور والمنتجات العطرية وفي منتجات ترطيب الجسم.

وقال أحمد بوحنك عضو جمعية صيانة مدينة نابل لرويترز إن زهرة النارنج قدمت إلى البلاد من الأندلس "ووجدت مزارعها قرب البحر شمال شرق تونس مقاما طيبا حتى أثمرت زهورا بجودة عالية وعالمية يتنافس في الحصول عليها مصنعو العطور عبر العالم"، وأضاف أن "هذه الحرفة تدر مداخيل هامة على آلاف العائلات التونسية في المنطقة، وتنتعش مداخيلهم سنويا في موسم الربيع بحلول ماء ‘الزهر‘ الذي تنسب تسميته في اللهجة المحلية للإشارة إلى الحظ والتفاؤل"، وتضم المنطقة 10 وحدات لإنتاج زيت النيرولي الذي يُصدر بالكامل، ويحتاج إنتاج كيلوجرام واحد من زيت النيرولي إلى 600 لتر من الزهر.

ويعد النيرولي التونسي من أجود المنتجات على المستوى العالمي لكنه بدأ يشهد تراجعا في ظل المنافسة الجديدة من الإنتاجين المصري والمغربي في السنوات الماضية، وأشار بوحنك إلى أن مدينة نابل تحتفي بهذه الزهرة منذ عقود من خلال مهرجان "الزهر" الذي يحل هذا العام في 28 و29 و30 أبريل نيسان الجاري حين يجتمع كل العاملين في القطاع من مزارعين وحرفيين ومصنعين لتبادل التجارب والمعرفة.

وأضاف أن هذه الدورة ستكون انطلاقة لإعداد ملف تسجيل تقطير "الزهر" على قائمة منظمة اليونسكو للتراث غير المادي مثلما تم تسجيل "الهريسة التونسية" السنة الماضية، وتجتمع العائلات وسط أجواء تتخللها الأهازيج والضحكات لجمع المحصول وتقطيره وتتحول البيوت إلى خلايا نحل وتقسم الأدوار فيما بينها احتفاء بالموسم، وهي من العادات التي يعتز بها سكان المنطقة، ويشير بوحنك إلى أن "نبتة الزهر تحظى بمكانة خاصة في تونس، وتحديدا في منطقة الوطن القبلي، فهي أكثر من مجرد شجرة عادية كونها تتمتع بمكانة اجتماعية واقتصادية مهمة. بالإضافة إلى أنها مورد رزق أكثر من 3000 عائلة فإنها تساهم بشكل كبير في تحريك العجلة الاقتصادية على امتداد شهر واحد من كل عام".

من ناحيتها، تحدثت رانيا منصور المتخصصة في الموروث الغذائي لمدينة نابل لرويترز عن مشروعها بشغف كبير وكأنها تتحدث عن طفل صغير تراقب نموه وخطواته الأولى بحب، تقول "بدأت بقطار واحد (وعاء من الطين يستخدم في عملية التقطير)، والآن أصبح لدي ستة والحمد الله يوجد إقبال كبير على منتوجاتي نظرا لتوفر الجودة".

وأوضحت أن مرحلة التقطير تستمر ساعات طويلة ويستخدم في هذه العملية المتوارثة منذ مئات السنين وعاء طبخ خاص تقليدي يسمى "القطار" الذي يصنع إما من النحاس أو الفخار، ويتكون هذا الإناء من قسمين هما الجزء السفلي الذي توضع فيه زهرات النارنج ويجب ألا تتجاوز الكمية كيلوجرامين بعد غمرها بالماء الذي لا يزيد عن سبعة لترات، ثم تغطى بجزء علوي يكون على شكل وعاء يوضع فيه الماء ويكون متصلا بأنبوب طويل يخرج منه عطر النارنج أو "ماء الزهر".

تم تسجيل تراجع بين 18 و20 بالمئة في محصول النارنج مقارنة بالموسم الماضي بسبب التغيرات المناخية، وفق ما أفاد به رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل عماد الباي لرويترز، وأكد الباي أن إنتاج الزهر للموسم الحالي قد يصل إلى 2100 طن مقابل 2542 طنا خلال الموسم الماضي، بحسب التقديرات.

ويشهد هذا القطاع، الذي يكتسب أهمية اقتصادية واجتماعية بالمنطقة، تذبذبا على مستوى الأسعار، إذ يتأرجح سعر "الوزنة الواحدة" التي تبلغ أربعة كيلوجرامات بين 30 و40 دينارا، كما يعاني القطاع من مشكلات أخرى أبرزها اختلال التوازن بين سعر التكلفة، التي تشمل مستلزمات الزراعة والأيدي العاملة، وبين سعر البيع، مما دفع عددا من المزارعين إلى التخلي عن زراعة أشجار النارنج لعدم تمكنهم من تغطية التكاليف، وطالب الباي بتنظيم هذا القطاع الموسمي الذي يحتاج إلى تطوير "إذ يغلب عليه الطابع التقليدي"، ودعا أيضا مختلف الأطراف في هذا القطاع من مزارعين وأصحاب مصانع إلى "تغليب المصلحة العامة والنهوض به عبر إبرام اتفاقيات لديمومة هذا القطاع المهدد بالاندثار".

ورغم أن موسم تقطير زهر النارنج في محافظة نابل ضيف يحط الرحال لبضعة أسابيع فقط، تترك الزهرات البيضاء بعد غيابها مذاقا عذبا من ماء الزهر لبقية العام وتتحول إلى مربى تُعد من حبات النارنج عالية الحموضة أو منتجات جديدة من قشرة الحبة أو من أوراق شجرة الخير.. شجرة النارنج.

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=96932
عدد المشـاهدات 366   تاريخ الإضافـة 18/05/2023 - 11:37   آخـر تحديـث 26/04/2024 - 07:53   رقم المحتـوى 96932
 
محتـويات مشـابهة
كشف عقار شائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
باريس تستضيف مؤتمرا دوليا حول السودان
السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا ومنطقة المتوسط
لجنة الامن والدفاع تستضيف قائدي عمليات نينوى والجزيرة
النزاهة النيابية تستضيف عددا من المديرين العامين في وزارة الداخلية
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا