وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

فؤاد العبودي:

تعودت منذ خمسين سنه عاما ولا زلت الاستيقاظ الساعة السادسة صباحا.. كي أرى ذلك البنفسج الصباحي وهو يتصافح مع عيني بكل ما أودع من اشتياق لصباحاتنا التي كادت ان تملئها سحب المولدات وظلام النظام القائم..

استيقظ صبحا.. وأول ما افعله هو الخروج الى الحديقة.. ورغم ان الأشجار تعيش خريفا الا انني اشعر ان الدنيا فيما لو سترنا الله ورسوله من المنبوذين والشررة ماعدا هذا استنشق العبير الصباحي..

حال الصباح عندنا في المدينة يختلف اختلافا جذريا حيث الريف

ببساطته وبعد 23 عاما من الانقلاب الأمريكي- والإسلام السياسي يعيش فترة على فقرها وافتقاد أهلنا هناك الى ابسط مقومات العيش.. فانه يعيش كما خلق.. ورغم ان الصباحات تمر عليه ويفترض تكون جميلة.. وحلوة.. لكنهم صابرين على ما فقدوا من أمور واشياء قد تحمل حياتهم البسيطة اعرف صديقا في البوعيثة وهو أكاديمي أصلا يقول اتنفس الصباح بملاء رئتي... وهو وصف اقل مما يشعر به.. ودعوت في صلاة الصباح ان الله يستر على اولادي سواء كانوا في الغربة ... او الذين يلتحقهم الوطن قربي.. كما لم أنس الناس الخيرين بدعواي...

اتوقف قبل تناول الطعام الفطور.. الذي أعده مع الشاي اكراما لزوجتي التي تعاني منذ سنين اوجاعا في القولون... ورايتها تنام ملى الجفون بعد وجع ليلة البارحة.. ودعوت لها عند الله بالصحة والعافية تناولت فطوري الصباحي.. وكلي غصة.. وتعب من الحالة النفسية بسبب ما أواجه من أشياء تتعب القلب..

وكما في كل مرة.. اسهر لحد الساعة الواحدة صباحا في فراشي سمعت احدهم يقول ان العراق اغنى بلد في العالم.. اوثان.. او ثالث.. بلد.. وضحكت بسخرية.. وهو يضيف ان برميل النفط ارتفع سعره الى (92) دولارا للبرميل الواحد...

صباحا جميلا..