وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
مرت المرأة العراقية بظروف حياتية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية
صعبة وقاسية ومدمرة فب كثير من الأحيان في سياسة الإرهاب والقتل والحروب والتهجير
القسري عبر مراحل متعددة من تاريخ العراق الحديث إضافة الى انها عانت من اصدار
القوانين العدائية الجائرة بحق المرأة والتي يبيع البعض من خلالها ويحرص على قتل
النساء باسم (غسل العار) سيء الصيت والى غيره من المفردات المختلفة والتي تجاوزتها
الحياة منذ سنين طويلة وفي مناطق كثيرة من العالم.
والمرأة العراقية التي عانت وكافحت وتحدث الكثير من الصعوبات والمواجهات
والمشاكل المختلفة تحملت من الظلم والقهر والحرمان اضعاف ما حصل عليه الرجل في ظل
سياسة النظام المنهار.
حيث اصابت حياة المرأة حالة من الارتباك والتشتت والعوز في زمن الحروب
الدائمة والملاحقات القمعية المستمرة والتي انعكست سلبا على المرأة بشكل خاص
والعائلة العراقية بشكل عام، وهذا يترافق مع زيادة عدد الايتام والارامل وفقدان الأحبة
والاهل نتيجة الحروب اما اليوم فان المرأة العراقية امام تحديات كبيرة وكبيرة، ولا
يمكن حلها ومعالجتها من خلال تعديلات تجميلية.
ومعالجات شكلية وفي حدود مستويات معينة رغم وجود المرأة في الوزارة وفي بعض
مؤسسات الدولة وفق شروط ونسب محدودة، لا يليق بالمرأة ودورها التاريخي المعروف،
لان العبرة ليست في وجودها في هذا المكان او ذاك بقدر ما تكون المرأة شريكا
متساويا في الحقوق والواجبات مع الرجل في كل شؤون الحياة وان تكون صاحبة القرار
والنفوذ والمساهمة في كل قضايا الدولة ومفاصلها.
لأن حضور المرأة الفاعل في المجتمع يعكس مقدار حريتها وتحررها من كل قيود
الظلم الاجتماعي وقسوة بعض العادات المختلفة والتي يرد منها ان تكون عوامل عراقية
في مسيرة حركة المرأة وتقدمها باتجاه انتزاع المزيد من الحقوق المشروعة وترسيخ
وتعزيز ما تحقق للمرأة من حقوق طبيعية لها، ان حضور المرأة ووجودها في الوزارات والبرلمان
لا يعني بالضرورة ان المرأة العراقية قد حصلت جميع حقوقها وأصبحت متساوية مع الرجل
كما يفهما البعض.
على المرأة العراقية اليوم ان تأخذ دورها الطبيعي في الحياة وان تقف بقوة
بوجه كل القرارات والتشريعات والاجتهادات التي تحاول الانتقاص من قيمتها واهميتها ومكانته،
ان تقوم وتتصدى لكل امراض الماضي ومن يغذيها ويقف معها اليوم، وتصريحات الحاضر
التي تريد من المرأة ان تكون حبيسة البيت فقط لأنها خلقت هكذا كما يريد البعض، وان
تلبس وتأكل وتعمل وفق هذا المنظور المتخلف وان لا تتدخل في قضايا الحياة وشؤونا
المختلفة لأنها من المحرمات عليها.
ان على المرأة العراقية اليوم ان تأخذ كل حقوقها وبمساعدة الجميع من محبي
الحياة لكي تستمر وتتطور حتى لو تطلب هذا الأمد المزيد من النضال والتضحيات.. لكي
يتضمنها الدستور ويكفلها بقدر معاناتها الكبيرة وتضحياتها. الجسيمة وان كل ما تحصل
عليه اليوم هو حق مشروع وليس مكرمة من أحد وان أي تنازل عن حقوقها باية ذريعة او حجي
سياسية واجتماعية كانت... وسوف تلحق الضرر والاذى بالمرأة والرجل على حد سواء لان
حرية المجتمع لا تنفصل بين المرأة والرجل باعتبار حرية البشر واحدة دون تمييز منذ
ظهور الإسلام. |