وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد , فيصل سليم
تختلف العلاقات الجامعية من حيث الشكل والمضمون وتتنوع وعادة ما تكون هذه
العلاقات اشبه بالمجهول الذي يدفع اغلب الشباب والشابات الى اسراره عنده ارتيادهم
الجامعة وقد يأتي البعض محملا بالعديد من الأفكار والاحلام التي ترافق شوقه لمعرفه
هذا المجهول المسمى (حبا) فيندفع عند اول إشارة فاتحا الباب لعلاقة عاطفية ربما
ينتهي الجزء الأكبر منها نهايات حزينة وغير مرضية ولا يبقى منها سوى الذكريات!!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو تؤطر الرومانسية هذه العلاقات ام انها تخضع
فقط لرغبات جيل متعطش؟ وهل تغيرت هذه العلاقات مع مرور الزمن وتغير وسائل
التكنولوجيا ومفردات العلاقات الاجتماعية داخل الجامعة التي امتدت اليها يد النت
والماسنجر والموبايل؟ وكيف ينظر الطلاب والطالبات في عراق اليوم الذي مر بالعديد
من التغيرات التي من المؤكد انها أسهمت في تغير المكونات النفسية والفكرية للفرد
والمجتمع الى علاقات الحب في الجامعة؟ وهل فعلا خلت هذه العلاقات من المصداقية ام
مازال يحتفظ بعضها بشفافية زمن الماضي الجميل الذي كانت تعيشه الجامعات العراقية؟
وكالة الانباء العراقية المستقلة كان لها حوار مع....
(حنين حسين) طالبة في المرحلة الرابعة كلية العلوم ترمي باللوم على الشاب
فتقول لا اعتقد ابدا وجود علاقات مؤقتة قد يكون سببها يتعلق بالبيئة الاجتماعية
التي يخرج منها هذا الشاب والكبت الذي كان يعاني خلال مرحلة المراهقة وعدم وجود علاقات سابقة مع الجنس
الاخر فعندما يأتون الى الجامعة ويجدون
اعدادا كبيرة من البنات امامهم اول ما يفعلونه وقبل الدراسة هو محاولة تفريغ هذا
الكبت وغالبا ما تكثر التجارب العاطفية خلال السنوات الثلاثاء الأولى وقبل هذا
الامر لدى طلاب السنة الرابعة نتيجة التجارب المتعددة وزيادة الوعي والانفتاح
لديهم ربما بعضهم يهيئ نفسيه لمرحلة الزواج والاستقرار فيأخذ بالبحث عن علاقة
مستمرة ومستقرة وغالبا ما تكون من خارج الجامعة ولا سيما اذا كان من الذين عرفوا
بعلاقاتهم المتعددة داخل الجامعة. وتضيف بصراحة نادرا جدا ان علاقة حب حدثت بالجامعة
بالزواج فأغلبيتها تنتهي قبل الزواج ولا تستمر علاقتهم على الرغم من انها تبدو
عميقة وكبيرة.
اما (ليلى حميد) طالبة في /الإدارة والاقتصاد/ فتقول ان التفاعل اليومي بين
الجنسين يمنح كل منها إمكانية معرفة الامر عن قرب وربما يكتشف احداهم فيما بعد انه
امام شخص متيما ويحلم به معتبرة ان ذلك قد يدفع العلاقة الى التطور من الحب ثم
الزواج.
واكدت الطالبة (زكية محمد) في كلية
الاداب بانها مع الزواج والعلاقة ما بين
زميلين داخل اطار الجامعة او المعهد شرط ان تكون العلاقة معلومة عند الاهل منذ
البداية لان نظرة الاخرين للفتاة المرتبطة ستكون قاسية جدا اذا ما انتهت العلاقة
من دون زواج فيكون الطرف الخاسر دائما هي الفتاة او الطالبة لانها ستخسر فرص
الزواج بينما لا يتأثر الشاب الذي لا يعيب سمعته من كثرة الارتباطات العاطفية في
مجتمعنا بينما ترى (هدى كنعان ناجي) طالبة في الجامعة المستنصرية ان هدف الفتاة
نمن العلاقة والتعرف يكون الزواج والاستقرار اما معظم الشباب فيتصورون ان العلاقات
الجامعية بمختلف اشكالها هي مجرد مرحلة من مراحل حياتهم يكون الهدف منه التسلية او
قضاء الوقت في اغلب الأحيان وتضيف ان اغلب الشباب يتركون الفتاة التي ترتبط بهم في
الجامعة ويذهبون الى غيرها وذلك لان هؤلاء الشباب لديهم القناعة بأن هذه الفتاة
التي تحب الرجل وتؤيده في بعض الأمور هي ستكون كذلك مع غيره من الشباب لذلك سيعزف
عنها ويتزوج بفتاة أخرى غير مرتبط بها أصلا وربما تكون من خارج الاطار الجامعي
وبالتالي فان الفتاة تكون هي الطرف الخاسر من هذه العلاقات.
لكن الطالب (بكر فؤاد) أخبرنا بان أهالي الطالبات دائما يقفون حائلا تحقيق
الزواج في ظل الظروف الجامعية ومطالبهم التي يصفها بانها صعبة نوها ما فيقول ممرت
بتجربة حب الاشتراطات والمسيطرة من قبل أهلها وقفت بوجه حصول زواجنا....
ويضيف بأن نظرة المجتمع والاهل أحيانا قاسية للفتاة التي ترتبط بزميل لها
الزواج فمن المؤكد انها كانت على علاقة عاطفة معه مما يسئ الى سمعة أهلها.
وتقول الطلبة (سميرة عبدة الرحمن) كلية الاداب يا حبذا لو ان شريك حياتي
يكون خلال أيام دراستي الجامعية وتوضح يقولها تتيح لنا أجواء الجامعة منهم بعضنا
للبعض أكثر من أي مكان اخر لنا أقول وبصراحة ان كثيرا من الطالبات يفضلن الزواج من
زميل لهن في الجامعة.....
ويعلق (بركات صباح) طالب في كلية الفنون قائلا لا اومن بعلاقات الحب الموجودة في الجامعة لان هذه العلاقة هي مجرد
عواطف ومشاعر جياشة خالية من الجدية والاحترام فمعظم الشباب لهم اهداف وغايات أخرى
بالإضافة الى التسلية وللعب بمشاعر الاخرين وتعود الأسباب الى نقص التربية والوعي
والثقافة والعدم الضوابط بين الجنسين اما بعض الطلبة والطالبات فيحبذون نوعا اخر
من العلاقات يسود داخل الجامعات المتمثل بالعلاقة القائمة على أسس الاخوة
والاحترام المتبادل هذا ما يؤكده (احمد حسين) طالب كلية الهندسية حيث يقول ان
العلاقات الاجتماعية في الجامعة اكبر من تكون علاقة حب او علاقة صادقة فهي علاقة
زمالة قبل كل شيء علاقة انسان بإنسان نتعرف نتعرف على بعضنا البعض وتختلف مع البعض
الاخر وتتلاشى تلك العلاقات عند التخرج وكان شيء لم يكن وربما فيه الحب ويستطرد
قائلا أيام الدراسة الجامعية أيام تستحق ان نعيشها بكل ما فيها فلنجعل منها ذكريات
جميلة كلما مرت بمخيليه احد ترتسم على وجهه ابتسامة جميلة وهذا أيضا ما ذهبت اليه
التدريسية (ملاك عبد المجيد) حيث قالت غالبا ما تنتهي العلاقات العاطفية ضمن اطار
الجامعة بالفشل حتى وان كانت جادة في بدايتها لان الشباب في هذه المرحلة لم يكن
تكوينهم العاطفي والنفسي والاجتماعي أي ان مشاعرهم عرضة للتغير مع تطور تجاربهم
الحياتية وتعرضهم لضغوطات الحياة وتحملهم المسؤولية ما بعد الحياة الجامعية عندئذ
تتغير نظراتهم للأمور وتغدو حاجاتهم الى الطرف الاخر مختلفة ربما يبحث كل منهم على صفات أخرى اكثر قربا لواقعهم الذي من المؤكد
يختلف عن واقع الحياة الجامعية لذا يجب التريث في التفكير قبل الارتباط باية علاقة
عاطفية من قبل الطرفين. |