وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فريد هلال ,,
فِي الحَيَاةِ، تَمُرُّ عَلَيْنَا لَحَظَاتٌ نَظُنُّ فِيهَا أَنَّ العُسْرَ سَيَبْقَى مُلاَزِمًا لَنَا، وَأَنَّ الأَبْوَابَ قَدْ أُغْلِقَتْ إِلَى الأَبَدِ. لَكِنَّ الحَقِيقَةَ الَّتِي تَغِيبُ عَنْ أَذْهَانِنَا فِي خِضَمِّ الأَزْمَاتِ، هِيَ أَنَّ الأَيَّامَ لَا تَثْبُتُ عَلَى حَالٍ، وَأَنَّ بَعْدَ كُلِّ ضِيقٍ، يَأْتِي الفَرَجُ وَلَوْ طَالَ انْتِظَارُهُ.
لَا يَبْقَى العُسْرُ أَبَدًا فِي الأَيَّامِ فَلِكُلِّ دَمْعٍ يَنْتَهِي بِابْتِسَامِه
حِينَ نَنظُرُ إِلَى المَاضِي، نَجِدُ أَنَّ أَصْعَبَ اللَّحَظَاتِ الَّتِي عِشْنَاهَا قَدْ مَرَّتْ، وَبَعْضُهَا أَصْبَحَ مُجَرَّدَ ذِكْرَى، رَغْمَ أَنَّنَا حِينَ كُنَّا فِيهَا، ظَنَنَّا أَنَّهَا لَنْ تَنْتَهِيَ أَبَدًا. لَكِنَّ هَذَا هُوَ قَانُونُ الحَيَاةِ، لَا شَيْءَ يَدُومُ، لَا الفَرَحُ وَلَا الحُزْنُ، لَا الضِّيقُ وَلَا اليُسْرُ.
تُقَلِّبُ الدُّنْيَا بِحَالٍ وَحَالِ وَيَدْنُو اليُسْرُ مَعَ الاحْتِمَالِ
لِذَٰلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِأَنَّ الصَّبْرَ هُوَ مِفْتَاحُ التَّحَوُّلَاتِ الكُبْرَى، وَأَنْ الشَّدَائِدَ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا بُذُورَ الرَّاحَةِ القَادِمَةِ. وَكَمَا أَنَّ اللَّيْلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَعَ الشَّمْسَ مِنَ الشُّرُوقِ، فَإِنَّ العُسْرَ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَمْنَعَ اليُسْرَ مِنَ المَجِيءِ، مَهْمَا طَالَ أَمَدُهُ. قبل النهايه الإنسانُ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِالأَمَلِ، وَيُدْرِكُ أَنَّ لِكُلِّ مَرْحَلَةٍ نِهَايَتَهَا، هُوَ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْبُرَ العُسْرَ بِسَلاَمٍ، دُونَ أَنْ يَفْقِدَ نَفْسَهُ فِي مَتَاهَاتِ اليَأْسِ فِي النِّهَايَةِ، لَا شَيْءَ يَبْقَى عَلَى حَالِهِ، وَالتَّغْيِيرَاتُ الَّتِي نَخْشَاهَا قَدْ تَكُونُ هِيَ نَفْسُهَا الَّتِي تَحْمِلُ لَنَا الخَيْرَ. لِذَٰلِكَ، مَهْمَا اشْتَدَّ العُسْرُ، فَلْنَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّ القَادِمَ يَحْمِلُ لَنَا مَا لَمْ نَتَوَقَّعْهُ مِنْ رَحْمَةٍ وَفَرَجٍ. |