وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,,
تحقيق: فيصل سليم
يحمل الصندوق المرصع بالنجوم وتتدلى على جوانبه فرشات متنوعة الأحجام والألوان
أيضا ويمضي الى مكانه الذي اعتاد الجلوس فيه كل يوم و هو ينتظر أن تأتي من بعيد
أصوات مسح الأحذية تلك الأحذية التي تحمل معها قوت يومه. هكذا هو رحيم كل يوم وعلى
مرور ساعة من الوقت و بعد الشروق يتجمع في ذات المكان رفاقه و صناديقهم و كل منهم
يعرف مساحته الصغيرة من الرصيف الكبير هناك في مدخل بغداد الجديدة وامام سينما
البيضاء سابقا يقضون معظم الوقت جالسين في انتظار أقدام الزبائن مما يجعل مهنة
صباغة الأحذية أكثر صبرا و انتظار و جزء مهما لأناقة الرجال.
و مهنة صباغ الأحذية تعد من المهن
المذمومة في المجتمع العراقي حيث كان يعمل فيها من يضطر اليها اضطرارا شديدا و بعض
الأطفال المتسربون من المدارس.
و هي الآن مهنة متداولة يمارسها العديد من العراقيين لدرجة أن الرصيف
الواحد يضم أكثر من صباغ أحذية يتنافسون من أجل اللقمة الحلال .
أحاديث على قارعة الطريق
الأحاديث كثيرة لقصص أكثر في عالم المهن التي
توفر فرصا للعاطلين عن العمل الذين لم تسعفهم الحياة في فرص التعلم و مواصلة
الدراسة و الحصول على وضيفة حكومية أغلب من تحدث الينا في هذه الجولة كان الشجن في
صوته و الحزن في عينيه لأن الواقع و الضروف الصعبة و التحولات الأجتماعية الناتجة
ظروف كلها أسهمت في أن تكون الحياة هكذا .
مهنة لا تحتاج الى شهادة
هكذا بدأ حديثه معي صباغ الأحذية والذي يصر على أن الظروف كانت وراء اختيار
مهنته حيث قال: لقد توفي والدي وانا صغير فوجدت نفسي أبحث عن العمل لتوفير لقمة
العيش حيث كان أحد أصدقائي يعمل صباغ أحذية فأخت أتعلم منه ثم وضعت صندوقي الخاص واشتريت
أدوات الصبغ من الفرش والأصباغ ومنذ ذلك الوقت فأنا أمارس هذه المهنة لأنها لا
تحتاج الى شهادة ولا واسطة ولاهم يحزنون.
بينما قال رفيقه في المهنة و جاره على الرصيف أعمل في هذه المهنة منذ فترة
قصيرة بعد أن تعبت في البحث عن وظيفة في دوائر الدولة و المؤسسات الحكومية و بعد
تجوال في العديد من المهن الحرة و استقريت أخيرا في مهنة الصباغة. ان مهنة صبغ
الأحذية لا تخجلني لأن ممارسة هذه المهنة توفر لي مصدر رزق شريف و أنا أمارس هذه
المهنة منذ سنوات و قد أصبحت معروفا و لدي زبائن دائمين.
أسعار صبغ الحذاء وحسب المناطق
من السمات المشتركة بين المهن والأعمال انها تأخذ من المناطق المنتشرة فيها
الكثير من ارتفاع الأسعار وانخفاضها فالمناطق الراقية في بغداد أغلى من المناطق
الشعبية التي يكون سعر الصبغ للحذاء بين 750 – 1000 دينار أما المناطق الراقية
فيكون سعر صبغ الحذاء للحذاء بين 2500 – 3000 دينار و هكذا جمعتني المصادفة مع
صباغي الأحذية الذين ربما قد تكون هذه المهنة قد أفل صباحها و بات حزينا كأصحابها
من الممارسين.. |