28/03/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
حكاية شارع اسمه ضاع مع الضباب
حكاية شارع اسمه ضاع مع الضباب
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الأنباء العراقية المستقلة  متابعة ,

محمد الرفاعي:

مات خمس مرات. وفي المرة السادسة، خلع قلبه ورماه، اقتلع عينيه وأودعهما النهر خلع ملابسه ووقف عاريا على حافة النهر.. لم يعد يشعر بالبرد.. لم يهزمه الخجل للمرة الأولى في حياته.. تأمل العربات والوجوه المصلوبة فوق الاسفلت.. بدأ يقطع أطرافه ويلقيها في منتصف الشارع، فتخاطفتها الكلاب التي صارت لها وجوها ناعمة، وشعورا طويلة مسدلة.. الغريب.. انه لم يحس بالألم.. ظل يضحك بصوت عال.. لم ينظر أحد اليه.

عندما نامت الشمس البرتقالة على جسد النهر، كان كل شيء قد انتهى، ولم يعد باقيا منه غير الرأس فقط، تدحرج بين العربات المسرعة، وعاد الى تابوته الليلي البارد. في البداية.. لم يعرف كيف يواجه أيامه المقبلة، وهو بهذا الشكل.. هل مات ولد مرة أخرى؟! لكنه اكتشف في اللحظة الأولى للمواجهة انه قد استراح، تساوي الليل والنهار.. الصيف والشتاء.. الصراخ والسكون.. الألم والفرح.. بل ان تلك الكلمات صارت بلا معنى بالنسبة له، أبجدية لا يمتلك أحرفها. قفز الى السرير الذي بدأ مساحته من الرمال معلقة في فضاء لا نهائي.. كانت قفزته قوية فاصدم بالجدار، ثم قبع أو كمن أو سكن في نفس النقطة التي سقط فيها، لا شيء يقطع هذا الصمت غير دقات الساعة الكبيرة المعلقة على الجدار المقابل. دقات منتظمة متصاعدة.. تتدحرج مثله عبر الليل. بعد فترة لم يستطع تحديد مداها.. سمع أصواتا متداخلة، أدرك أن الحياة قد بدأت في ذلك الشارع، الذي ظل لسنوات طويلة مغروسا في عقله، مرسوما على صباحاته الطويلة القاتلة، تدحرج مرتين حتى وصل الى حافة السرير بحكم العادة، لكنه في اللحظة التي هم فيها بالقفز على الأرض تراجع.. الى أين يذهب؟! وماذا سيفعل بين تلك الملامح الثعلبية التي تقطر انيابها دما.. فلم تعد لديه رغبة في أي شيء. ولم يعد يحتاج لشيء، تدحرج مرة أخرى الى مكانه واستراح. دقات الساعة تتصاعد، وهو يشعر ان اهتزازاته بدأت تقل، الأصوات تتصاعد وتختفي ثم تتصاعد مرة أخرى.. وتختفي دقات الساعة تتصاعد.. والرأس تنكمش وتنكمش.. حتى تلاشت تماما.. وما زالت دقات الساعة تتصاعد.

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=97245
عدد المشـاهدات 270   تاريخ الإضافـة 29/05/2023 - 11:24   آخـر تحديـث 26/03/2024 - 13:01   رقم المحتـوى 97245
 
محتـويات مشـابهة
فؤاد حسين يبحث مع مگورك مستجدات الاوضاع الاقليمية في المنطقة وتأثيرها على العراق
طبيبة: الشخير قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة
أردوغان: نتنياهو أضاف اسمه إلى قائمة هتلر وموسوليني وستالين
قطر تبحث مع هنية تطورات الأوضاع في غزة
محافظ بابل يقدم لرئيس الجمهورية إيجازا عن خططه المستقبلية لتحسين أوضاع المحافظة
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا